واقع.. لا افتراض
محمد المساح
الصعود إليها يتطلب جرأة ومقدرة على المغامرة ولأن هاتين الإمكانيتين لم تكونا في يده فقد ظل في الأسفل يرثى عجزه وأكتفي.. وللأمور طبائعها الخاصة التي لا تستقر على حال.. استمرت الأحداث تشغله وإن كانت في صورها الافتراضية ليس غير.. وظلت تتفاعل تمنيات ورغبات وأحلام يقظة في نفسه.. وبدأت تلك الأحلام والأمنيات الافتراضية أحلام يقظة بدءا.. وتحولت بعدها إلى حالة إدمانية شغلت وجودها على عقله وحسه وتحول الأمر إلى مرض حاول بقدرما يستطيع أن يتجاوز الحالة لكن كل جهوده باءت بالفشل والخسران وظل مجبرا على مواجهة اختيار واحد.. أن يصعد ويمتلك واقع الجرأة وقدرة المغامرة.. وحاول أن يخرج من إطار عجزه.. فلم يقدر وظل ينتظر معجزة لتهبط الملكة بكل حضورها المهيب والأخاذ من علوها إلى الأسفل.. استعمل وجرب كل الوصفات السحرية والذهنية وكل الحيل على ندرتها لديه.. ولف ودار وهو في الأسفل لكن كل تلك الجهود ذهبت هباء.. بالمصادفة وحدها.. لامسته أنفاس تصور أنها أنفاسها.. فعبأها في قوارير بلاستيكية وأقفلها بكل حرص.. وظل ينتظر حتى تهبط.. وفتح الأبواب والنوافذ علها تقفز فجأة إليه.. وفي تحركاته المضطربة في الأسفل تحكول الملعون.. بإحدى تلك القوارير البلاستيكية.. وسقط بقامته وحينها هبطت «أم الصبيان» على أم رأسه وغلقت «الفورة» وحينها لا افتراضات ولا أمنيات فقد أصبح بصحبة أم الصبيان واقعا لا افتراضا.