أين تنتحر هذا المساء!

وليد المشيرعي


 - حين كانت البلاد محكومة بصميل الأمن وبهرارته أو كما هي الآن  لم يختلف الوضع في شوارعنا التي تعشق النوم باكرا ولم نتغير نحن الذين نسهر تحت مفعول القات وقلق الحوار.

حين كانت البلاد محكومة بصميل الأمن وبهرارته أو كما هي الآن لم يختلف الوضع في شوارعنا التي تعشق النوم باكرا ولم نتغير نحن الذين نسهر تحت مفعول القات وقلق الحوار.
عصرياتنا وأمسياتنا لم تزل على رتابتها مع مضغ القات بتغير طفيف في المكان والصحبة وحين لا نعانق أغصان هذه النبتة تعلو الرتابة في نفوسنا أكثر ليتوجها “الرازم” ودعاء على من جلب القات و”زرقه” لهذا البلد .
-أين تذهب هذا المساء¿ عنوان زاوية روتينية في صحف العالمين لكن صحافتنا لا ترى لوجوده مبررا منطقيا أو مناطقيا أو حتى إكراما لبنعمر .
-لا مسارح عندنا ولا دور سينما ولا مقاه ولا سهرات فنية والحدائق التعيسة تسرح في أحراشها الوحوش بمغرب الشمس .
-وحدها لوكندة “السعادة”وأخواتها للمقيل والسهر هي من تحيي ليالي البسطاء بسمرات الأفلام الهندي والأكشن ومباريات ميسي ورونالدو وباقي الفرق الكروية المشفرة .
-خيام الأعراس وقاعاتها تمنح بعض العزاء والفرح لمحبي الأنس والفن والتسلية البريئة وإن كان يطغى على أجوائها وخز الضمير حين يكون ابتهاجك فيها على حساب راحة المرضى والنائمين والركع السجود في البيوت والأحياء المجاورة .
-جاءت الساحات في بضعة أشهر من تاريخ هذه البلاد لتفتح ركنا للترفيه أمام الكثيرين وحتى من غير المنخرطين في سلوك الربيع العربي.
-على ناصية مقاربة مقاهي النت حتى ساعات الصباح تكرس بين الشباب عبودية النت والفيسبوك والانعزال عن المجتمع وتلك كارثة أخرى .
-صديقي الذي يجاهد في إطار حملة مناهضة القات يحاول إقناعي “اليوم لا تخزنش” أخرسه بعبارة : وأين أذهب هذا المساء ¿
هو لا يعلم أن “القات” ملاذ آمن لأعداء الملل وأسلوب حياة للكثيرين يرون فيه برنامجا يوميا لا يمل وليس له بديل إلا الانطواء على الذات و”الزعقة” أو محاضرات وسمرات الشيخ الباهر الذي يهدي إليك الجنة بحزام ناسف .
-نعم .. أخذها أحد القراء من لساني .. نريد من وسائلنا الإعلامية أن تختم نشراتها المملوءة صداعا وغثاء سياسيا بزاوية تليق بمحتواها عنوانها “أين تنتحر هذا المساء¿!”..
..
والسؤال الأهم هل يمكن لمؤتمر الحوار أن يناقش وضع المرأة في مجتمعنا بشكل عميق ويوجد لها الحلول الجذرية بعيدا عن المزايدة بالقوانين الفاشلة التي عجزت عن تغيير نمط التفكير السائد في هذا الجانب ¿

قد يعجبك ايضا