لماذا يغيظهم نجاح الحملة الأمنية

عبدالله النويرة

يعتبر توفير الأمن والسكينة العامة أحد أهم أولويات أي حكم في أي مكان في العالم وهذا شيء بديهي قد لا يختلف عليه اثنان ذلك أن من أهم أسس الدولة هو قدرتها على توفير هذا المتطلب الأساسي لحياة الإنسان السوي الذي يسعى إلى المشاركة الفاعلة في هذا العمل استشعارا منه بأهمية الأمن في حياته والمشاركة هنا تكون من خلال اتباع الأنظمة والقوانين المنظمة لحياة المواطنين ومن خلال مساعدة الجهات الأمنية في ضبط الأمن كل في نطاق عمله. إن الإنسان السوي هو من يفرح ويرحب بقيام الدولة بواجبها في هذا المجال ويسارع إلى الإشادة بهذا العمل وقد قامت وزارة الداخلية خلال الأسبوعين الماضيين بحملة أمنية في أمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية لإعادة الأمور إلى نصابها وضبط الأحوال الأمنية من خلال الحملة الأمنية الشاملة التي لاقت ارتياحا منقطع النظير لدى المواطنين وأعادت لهم الثقة بأنفسهم وبحكومتهم بعد أن وصلت الأمور إلى حد كبير من الانفلات الأمني بسبب التجاذبات السياسية التي اتخذت من الأمن وسيلة للضغط والضغط المضاد للحصول على مكاسب من قبل هذا الطرف أو ذاك مما أوجد نوعا من القلق لدى المواطنين خوفا مما هو أسوأ0 إن هذا الأمر لم يرق لبعض الأبواق المأجورة التي تشكك بجدوى كل عمل خلاق فبالرغم من النجاح الكبير للحملة الأمنية إلا أننا وجدنا من يشكك فيها وفي جدواها وفي نتائجها ويصل الأمر بالبعض إلى الادعاء بأن الحملة ليس لها أي أثر في الواقع وهذا شيء يدل على أن هناك من لم يعجبه ضبط الأمن ويريد أن تستمر الفوضى التي تؤدي إلى أن يعيش هؤلاء في راحة كبيرة لأن الفوضى تتيح لهم الصيد في الماء العكر وتوجد لهم شماعة يعلقون عليها آمالهم في تحقيق مكاسب مادية على حساب الوطن. لقد نجحت الحملة الأمنية لأنها انطلقت من واقع معاناة الناس ومن واقع احتياجهم للأمن والأمان وانطلقت من واقع تصميم قيادة وزارة الداخلية على إعادة الأمور إلى نصابها وبسط نفوذ الدولة وإعادة هيبتها لكي يعيش المواطن بعيدا عن الخوف من الغد المجهول. إن على الجميع الإشادة بما تم تحقيقه من نجاح في الحملة الأمنية بعيدا عن أي مماحكات تضر بالوطن والمواطن .