اليمن والصين.. علاقات متميزة وآفاق شراكة ناجحة

كتب/المحرر السياسي

 - 
 تأتي الزيارة الحالية التي يقوم بها الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى جمهورية الصين الشعبية لتؤكد عمق العلاقات اليمنية الصينية الممتدة تاريخيا

> تأتي الزيارة الحالية التي يقوم بها الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى جمهورية الصين الشعبية لتؤكد عمق العلاقات اليمنية الصينية الممتدة تاريخيا إلى أكثر من خمسة قرون كما تؤكد على نهج فخامته الساعي إلى حشد المواقف الدولية المختلفة لدعم بلادنا سياسيا واقتصاديا والدفع نحو إنجاح العملية الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني وصولا إلى تحقيق غايات التغيير المنشودة في ظل دولة قوية عادلة تقوم على مرتكزات الحكم الرشيد.
كما أنها من ناحية أخرى استكمال لجهود الرئيس هادي الحكيمة في إدارة العلاقات اليمنية وملفاتها المختلفة مع عواصم الدول الكبرى خاصة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وهو ما يجعلها امتدادا للزيارات الناجحة التي كان أجراها إلى كل من واشنطن ولندن وباريس وموسكو في الفترة الماضية والتي كان لها الأثر الكبير في تعزيز أواصر التعاون مع هذه العواصم على أكثر من صعيد.
وفيما لا يخفى على أحد الثقل الدولي الذي باتت تتمتع به الصين اقتصاديا وسياسيا وصناعيا فإن ذلك يجعل منها واحدة من أهم الدول التي تحرص بلادنا اليوم على توطيد الشراكة معها على كافة المستويات وفي مقدمتها الملفات الاستثمارية والتجارية بالإضافة إلى برامج التعاون والمساعدات خاصة وأن الصين تمثل الشريك الاقتصادي الأول لليمن استنادا إلى حجم التبادل التجاري معها والذي تشير التقديرات إلى أنه تجاوز حاجز الخمسة مليارات دولار أواخر العام الماضي.
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي تعود العلاقات اليمنية الصينية إلى أيام حكم أسرة مينغ التي حكمت الصين بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر الميلاديين حيث تشير المصادر التاريخية إلى تبادلها التمثيل الدبلوماسي مع الدولة الرسولية التي حكمت في اليمن بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر وصولا إلى العصر الحديث الذي شهدت فيه العلاقات الصينية اليمنية ازدهارا مشهودا.
وفي الوقت الذي كان اليمن ثالث دولة عربية تعترف بقيام جمهورية الصين الشعبية في العام 1956م وما مثله ذلك الاعتراف من نقطة تحولية في علاقات الشعبين الصديقين فإن اليمنيين لا ينسون أبدا للصين دورها الكبير المساند لثورة الشعب اليمني على حكم الأئمة في الشمال وحكم الاستعمار في الجنوب وهو ما تجلى في مواقف بكين السياسية المؤازرة لليمن في المحافل الدولية بالإضافة إلى المنح المالية والقروض والمشاريع الحيوية التي قدمتها الحكومة الصينية في سياق دعمها للتنمية في شتى مناحي الحياة.
وكما لعبت الصين أدوارا إيجابية في تشجيع تقارب وجهات النظر بين حكام اليمن في الشمال والجنوب قبل الوحدة المباركة سارعت كذلك إلى مباركة وحدة الشطرين مستمرة في تقديم أوجه الدعم والمساندة التي تخدم الشعب اليمني في كل المراحل اللاحقة وصولا إلى مواقفها في الأعوام الثلاثة الأخيرة التي حرصت فيها مع المجتمع الدولي وبقية أعضاء مجلس الأمن على أن يخرج اليمن من أزمته سلميا بعيدا عن الحلول العنيفة.
كل ذلك يجعل من جمهورية الصين الدولة المثالية بالنسبة للجمهورية اليمنية على صعد التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بما يكفل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والقائمة على الاحترام المتبادل كما يجعلها الأنموذج المناسب الذي يستفاد منه على صعيد التنمية البشرية وبرامج التدريب والتأهيل ونقل الخبرات والمعارف فضلا عما يمثله عموم التجربة الفريدة للعملاق الصيني على مستوى إدارة الموارد وتحقيق النمو الاقتصادي الهائل.
ومن المؤكد أن زيارة الرئيس هادي اليوم لعاصمة “التنين الأصفر” تأتي في سياق إدراكه لما تمثله التجربة الصينية من أهمية حضارية رائدة ينبغي التركيز عليها وإعطاؤها أولوية في برامج الاستثمار والتعاون الاقتصادي حيث من المقرر أن يتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي سيكون لها المردود الإيجابي على اليمن اقتصاديا وتجاريا وذلك في سياق الجهود الكبيرة التي يبذلها الأخ رئيس الجمهورية لاستقطاب أكبر قدر من الشركات العالمية للاستثمار في بلادنا وتقديم كافة أوجه التسهيلات لها.

قد يعجبك ايضا