جدي إخواني

محمد العزيزي


 - 
 فاجأني جدي قيم و مؤذن جامع الجبانة بقريتنا لفترة من الزمن  و هو  يحمل في رصيده 132عاما من تجربة الحياة .. بانتمائه إلى الإخوان المسلمين  كانت هذه المفاجأة عندما كنت في زيارته منتصف يونيو 2011م و الحرب تدق طبولها في محافظات الوطن  سألني

> فاجأني جدي قيم و مؤذن جامع الجبانة بقريتنا لفترة من الزمن و هو يحمل في رصيده 132عاما من تجربة الحياة .. بانتمائه إلى الإخوان المسلمين كانت هذه المفاجأة عندما كنت في زيارته منتصف يونيو 2011م و الحرب تدق طبولها في محافظات الوطن سألني بعد أن سلمت عليه عن الأحداث و الحرب و صراعات الأحزاب على السلطة .. فأجبته بأن البلاد تدخل في الوقت الراهن مرحلة الفتنة و الصراع على السلطة بين الأحزاب في البلاد .. قاطعني في الكلام و قال ” يجب أن تحترموا حفظة القرآن وأهل الدراية والعقول الراجحة وشيوخ العلم والفقهاء هؤلاء لا يمكن أن يرضوا بضياع البلاد أو بإزهاق الأرواح و إخافة مسلم آمن هم يعلمون هذه الحقوق الإلهية ويخافون أصحابها من قوي جبار” .. فقلت له مازحا أنت من الإخوان المسلمين “مطوع” يعني .. قال ” أنا معهم إذا كانوا من أهل العلم و الصلاح مثل حق زمان الذين عايشناهم أما إذا كانوا ممن يتسلقون على الإسلام لاهثين وراء الحكم أو السلطة و المال لإرضاء رغباتهم الدنيوية من المؤكد أنه لا أحد معهم ” .. قلت له الإخوان فقط .. رد سريعا فقال” و لا مع المتحزبين الذين لا هم لهم إلا جيوبهم و زمرتهم لن يكون معهم أحد و لما تخلص هذه المشاكل ارجع و كلمني ما حصل ” ما أن خلص من هذه الكلمات حتى عاد إلى مضجعه ليمتد على فراشه وتركني أتأمل في ما قال أعتقد أن جدي الذي عاصر ثلاثة قرون و من خلال رده علي أنه إخواني من حق زماااااااان غير متعصب كما هو الحال اليوم و يبدو أنه محق في ما قال لأن الواقع يؤكده و ينتجه الوقت الراهن من مخاضات متعسرة لمعالجات مشاكل اليمن و ما يدور من صراعات في مؤتمر الحوار و صعدة و أبين و مأرب و تعز و المدن الرئيسية .
حديث هذا الشيخ المسن لو أخذناه من الجانب التسامحي و التصالحي غير المصلحي لرأينا واقعا أفضل لحالنا اليوم خصوصا مع ترويج الاتهامات و تلفيق التهم و النكاية السياسية المتبادلة بين فرقاء السياسة مثلا يحاول البعض أن يصور الإخوان المسلمين و كأنهم كائنات مخيفة جاءت إلى الواقع في غير وقتها و أنها عميلة و غير قادرة على التعامل مع الحكم و الناس و عموم الشعب الذين هم جزء منه .. هذه الافتراضات مررها البعض من أطراف الخصومة السياسية و رد الإخوان بالمثل ليس لشيء و إنما في اعتقادي الشخصي هي معركة و حرب للأفكار المعتقد السياسي الأيدلوجي و ليس المعتقد الديني كما يصور البعض اعتمد الطرفين في تعامله مع الآخر عبارة عن نهج و خطة حرب الأيدلوجيات المعتقد السياسي كمبدأ للخصومة و النيل من الخصم و بث نفس الكراهية في أوساط الناس و على وجه التحديد أتباعهم بهدف السيطرة و إزاحة الخاسر في هذه المعركة .
لذلك أود أن أقول إنه ليس هناك عيب في الإخوان المسلمين و الأحزاب اليسارية و القومية و التقدمية أن تصل إلى الحكم طالما و جميعهم ملتزم بصون حقوق الشعب و في إطار الحدود الأخلاقية و الإنسانية واحترامها للدين و الهوية الثقافية للشعب و الأمة الإسلامية .. و تعتبر هذه المحددات أساس سعيها للسلطة لتخدم الشعب و تنمي إمكانياته و قدراته في مختلف المجالات بعيدا عن تصفية الحسابات و إقصاء الخصوم و تدمير الوطن ومصالح الشعب العليا لأغراض سياسية و حزبية أو مصلحة آنية و شخصية ضيقة .
أنا و غيري من الناس لسنا ضد الجماعات الإسلامية و على رأسهم الإخوان المسلمين في الوصول إلى الحكم لأن ذلك حق للجميع لكن يجب ألا يكون التربع على كرسي الحكم على حساب حياة الناس و معيشتهم و على حساب طرف من الأطراف كما يجب أيضا التوقف عن المماحكات الزائفة ورفع الشعارات التحريضية التي لا تخدم أحدا .. والواقع و اليقين يؤكد أن الشعب بات يعرف زيف تلك الشعارات و بمقدوره إسقاطها و يتفهم نوايا كل طرف و لا يمكن أن يقبل طرف سياسي ما أن يحكمه بعقلية المتحذلق أو المتآمر أو المخادع بهدف خدمة مصالح الحزب كون الشعب يتطلع للأفضل .

قد يعجبك ايضا