أين ستذهب هذا المساء¿!

فكري قاسم


 - لا سينما ولا مسرح ولا منتزهات ولامقاهي عائلية ولاموسيقى ولا شوارع تنبض بالحياة بعد التاسعة مساء وكأننا مجرد " دواب " ولسنا أوادم نستحق حياة أفضل من هذه الحياة التي لاتختلف عن الموت بشيء غير أن جنازته
لا سينما ولا مسرح ولا منتزهات ولامقاهي عائلية ولاموسيقى ولا شوارع تنبض بالحياة بعد التاسعة مساء وكأننا مجرد ” دواب ” ولسنا أوادم نستحق حياة أفضل من هذه الحياة التي لاتختلف عن الموت بشيء غير أن جنازتها مؤجلة فقط.
وكم هو سخيف من يسألك ـ وبكل جوادة ـ أين ستذهب هذا المساء¿
يعني فين حنروح دار الأوبرا مثلا¿! مافيش غير المقوات اتجاه اجباري واللي مش عاجبه يدق رأسه على جدران فندق ” موفنبيك” حيث الكآبة لها أصوات تتحاور هناك وربنا يستر.
عقليات عفنة في الغالب هي التي تدير شؤون حياتنا بجلافة وكأننا قطيع أغنام عند ابتهم . تخيلوا شكل هذه الحياة اليومية المملة .نخرج من منازلنا كل صباح ونذهب إلى الوظيفة (نرتعي) – هذا بالنسبة للموظفين أما العاطلون عن العمل يارحمتاه لهم أكثر – ونعود في المساء لننام وليس في أدمغتنا المنهكة غير (علف) بكره “القات يعني” ورزق بكره وهكذا كل يوم !
حياة عملية رتيبة وقاتلة.. وفي المقابل ما هي المكاسب التي نحصل عليها نظير حياة جافة كهذه¿
أكل وشرب ونوم بس لكأننا ” قراش ” مش أوادم نستحق حياة أفضل من هذه الحياة الرتيبة
وكمواطن غلبان غارق بهذه الحياة العملية الغارقة برتابتها ستحلم بوضع جيد.. ستحلم أن تبني بيتا وتشتري سيارة وأثاث بيت أنيقا.. وستحلم أكثر أن تعبر الشارع بأمان على الأقل وستظل تحلم وتحلم وتحلم لكنك – أواخر كل شهر- وأنت تستلم المرتب ـ ستقتنع أن الدنيا دار عبور .. وأن الآخرة خير وأبقى.
وكأنك ما خلقت إلا لتموت.

قد يعجبك ايضا