ثورة.. وتحديات
كتب/المحرر السياسي
ثمة أسباب وعوامل متعددة تجعل من الاحتفالات الرسمية والشعبية بالعيد الــ (51) لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة كمناسبة استثنائية لها خصوصيتها وذلك بالنظر الى ان الاحتفال في جوهره يعبر بوضوح عن طبيعة مرحلة بالغة الدقة والأهمية والحساسية.
فالتحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية كثيرة ومواجهتها بحاجة الآن لاستنهاض الهمم والشعور بالمسؤولية من قبل الجميع.. وبالتالي ينبغي الالتفاف حول القيادة السياسية برئاسة الأخ عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني ومساعدتها على اجتياز المرحلة الانتقالية بنجاح.
وتتميز المناسبة الاحتفائية بعيد الثورة – أيضا – بترافقها مع أبرز حدث.. حدث الساعة والشغل الشاغل لليمنيين ونعني به مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهو يقترب من خاتمته الناجحة وهذا ما يضاعف من المهمة الملقاة على عاتق المتحاورين وعليهم دون غيرهم أن يتحملوا المسؤولية بجدارة باتجاه الخروج بوثيقة تاريخية واضحة المعالم تؤسس لبناء مستقبل اليمن الجديد وقيام الدولة المدنية العصرية الحديثة والقوية والمزدهرة والضامنة المرتكزة على العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحرية والشراكة الوطنية وهي قيم ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر).
والمطلوب التغلب على النفس ووعي حقيقة ما حدث في اليمن من أزمات وصراعات وحروب أصحاب المصالح وهي أزمات لم تعد مقبولة بعد الآن.. لأن الشعب اليمني أصبح على وعي كامل بالقوى المعرقلة لتطلعاته وآماله وفي المقدمة إنجاح الحوار الذي به سيعبر اليمن نحو مستقبل آمن ومزدهر.
ومن المؤكد أن شعبنا اليمني العظيم الذي دفع ثمن صراعات ” النخب” وأصحاب المصالح الخاصة لم يعد يحتمل أو يطيق “مناورات” و”مكايدات” و”مزايدات” أولئك اللاعبين بمصير هذا البلد الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم على حساب الوطن!!.
ولسنا بحاجة لتذكير بعض أطراف المعادلة السياسية المشاركة في الحوار وخارجه أن صدقية مواقفها لا تقف عند التصريحات الإعلامية اللفظية لدعم الحوار.. فعليها قبل غيرها أن تترجم أقوالها ومواقفها المعلنة بإيجابية على أرض الواقع.
إن المطلوب من تلكم القوى والأطراف الصدق مع الحوار والإخلاص للوطن وتمثل مصالح اليمن العليا.. فعليها أن تخلص النوايا وتضع معايير الوطنية الوحيدة التجرد من الأهواء وعقد الماضي والتفكير بعقلية اليمن الكبير.. يمن الحضارة وثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر.. وإنجاح الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية من أجل إعادة ثقة شعبنا اليمني العظيم بهم.
وفي هذا الإطار لابد من الإشارة إلى أن المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية وهي تجدد يوميا مواقفها الداعمة للتسوية السياسية ولإنجاح الحوار مع التمسك بالوحدة وسيادة اليمن واستقلاله.. وهذه حقيقة أخرى تؤكد أن لا مجال للعودة إلى الماضي وأن المستقبل هو الطريق الأمثل لصناعة مجد اليمن الجديد.. اليمن الأقوى.. والأجمل.
ولعل الاجتماع الموسع السادس لأصدقاء اليمن في نيويورك يعكس ذاك الحرص على اهتمام العالم باليمن ومساعدته لإخراجه إلى بر الأمان وهذه رسالة واضحة الدلالة لابد من قراءتها باهتمام وتعمق.. حتى يفي الأصدقاء بما تعهدوا به من التزامات مادية نحو اليمن.
وفي الختام .. علينا كيمنيين وكقوى وأطراف سياسية واجتماعية وثقافية أن ندرك جيدا حساسية المرحلة.. وأن نجعل من مناسبة احتفالاتنا بأعيادنا الوطنية محطة هامة للمراجعة والتقييم الموضوعي والصادق والمسؤول لما حدث في يمننا من صراعات وحروب.. وننظر بعين الأمل إلى الغد الأرحب.. والمستقبل الأفضل لنا ولأجيالنا الحالية والقادمة.. وهذا جزء من رد الجميل لشهداء الثورة الذين قدموا دماءهم رخيصة من أجل حرية وكرامة وعزة واستقلال ووحدة اليمن الكبير.