في ظلال أعياد الثورة اليمنية الخالدة (سبتمبر وأكتوبر )
حسن أحمد اللوزي
تمر في حياة الشعوب والأمم أزمنة حرجة وأليمة بالغة الصعوبة عميقة التعقيدات جليلة التحديات ومهما كانت قسوتها وتأثيراتها السلبية على النفوس وحياة المواطنين وعلى الدولة ووظائفها والمجتمع وإنتاجيته أو كان تهديدها للأمن والاستقرار والسكينة العامة.. فإنها بالنسبة للشعوب والأمم الحية لا يمكن أن تعطل التفكير أو تصدم العقل أو تحول دون حركة المعالجة والمواجهة واستنهاض الهمم أو تدعو للاستسلام للمصير المظلم أو توقف عجلة الزمن.. وإنما تكون محطة اختبار قدرية تساعد على شحذ الهمم وإيقاظ الضمير واستعادة الأنفاس وإعادة بناء القدرات ومعالجة الثغرات وإعادة ترتيب الأولويات وامتلاك صحوة المواجهة العقلانية لكل ما صار يحيط بها من التحديات طالما وهي مدركة الأسباب والعوامل ومتاحة من حيث المعالجات أيا كانت بهدف الخروج الظافر من تلك المحنة الحياتية المريرة إلى بر الأمان .
وتأتي المناسبات الوطنية الجليلة بكل ما تخلقه وتبعثه من المشاعر الحية والعواطف المشتركة الراقية والأجواء النفسية النقية لتساعد على خوض مثل تلكم المواجهات أو المعالجات المصيرية بصورة عقلانية متبصرة ومتمكنة وبروح معنوية عالية وبفضل تفاعلات الوجدان الجمعي الذي تبعثه وتشكله المناسبة العيدية الجليلة وهي تعيد الصلة الحميمة بكل المعاني والقيم التي تمثلها والتي تجعل من ذاتها القوة الروحية والطاقة المعنوية العالية الشاحذة لإرادة الإنجاز وروح النجاح .
ولا شك أن هذا هو ما نتطلع إليه ونرجوه من مناسبة ابتهاج الشعب بكل فئاته ومكوناته وقيادته ومؤسساته الدستورية بأعياد الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر وتحت الأضواء الساطعة لمشاعر الوفاء والعرفان لكل ما يمثله العيد الواحد والخمسون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والعيد الخمسون لثورة الرابع عشر من أكتوبر .. والتقدير والامتنان لكل المكاسب والمنجزات التي تحققت في ظل مسيرتها المباركة..
ذلك ما يقوله لنا بصدق الشواهد العظيمة الماثلة في عمق التاريخ المعاصر لوجودنا بأن لنا ميراثنا الثوري الجليل وللوطن ظهر عزيز ومتين من قوة الحضور وحصانة الوجود بفضل الانتصار لقيم الحرية والتحرير والإخاء والمحبة والمساواة والكرامة الإنسانية والسيادة الوطنية برغم كل ما اعتور طريق الثورة اليمنية من تعثرات وانحرافات وما واجهته الثورة من الصدمات والمؤامرات ولكنها ظلت بإيمان الشعب بها وتمرسه في عنفوان تشكلها وتطورها ثورة حية .. ثورة أبية .. وقادرة دائما بفضل إرادة الشعب وصموده.. وتواصل أحلامه وشموخ آبائه متجددة العطاء قابلة لاختراق المصدات والعوائق من أجل صنع الانتصارات الجديدة المتصلة بحيويتها وديمومتها كما في نصف قرن مضى كذلك في الحاضر والمستقبل
فهي التي تمدنا اليوم وغدا بوجودنا الحيوي ومراسنا المقتدر وصبرنا العنيد وحلمنا المتجدد.. وحقيقة هويتنا.. وصلابة وحدتنا.. وجلاء انتمائنا .. وصفاء عقيدتنا وهي التي من أجلها يلتقي من أبناء الوطن كوكبة من النساء والرجال والشباب والشابات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. لاستشراف تاريخ جديد لها وبها.. وبكل المكتسبات الوطنية العظيمة التي حققتها تواصلا لعملية البناء الحضاري الجديد وعلى أساس راسخ منها..ذلك أن روح الثورة.. وإرادتها الوطنية الحية كامنة وباقية في جوهر الفقرات التاريخية المعاصرة والمتواصلة وسوف يكون لها نسيجها الفكري الجديد الذي سوف يرسم ويحدد ملامح وصورة الحركة الوطنية اليمنية العاقلة فيما بعد مؤتمر الحوار الوطني الشامل مستضيئة بمشكاة نتائجه وأهمها بل وأخطرها على الإطلاق محتوى الموجهات الدستورية التي سوف تصاغ بها ومنها القواعد العليا المنظمة لحياتنا شعبا ودولة ونظاما قيميا وحضاريا نابعا من عقيدة الشعب الإسلامية وأهداف الثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر” ومنسجما مع كل الأسس والمبادئ الإنسانية والحضارية وجوهرها جميعا الحفاظ على عقيدة التوحيد وتحقيق العدل وكفالة العدالة الاجتماعية في ظل الوحدة والأمن والاستقرار…وبتكريس الإيمان بأن الإرادة الحرة للشعب عبر الناخبين والناخبات هي القوة الحقيقية الصانعة لمنجزات التطور ومعجزات النهوض الحضاري ولكل الأعمال الإبداعية النوعية في بنية الحياة وحركتها المتقدمة إلى الأمام .. بإذن الله وتوفيقه ……….. وكل عام والجميع بخير والمجد والخلود للشهداء الأبرار
ثورتي
هي عنوان رسوخ العنفوان
وحقول اخضرار للأماني
وميادين احتضان لمسرات الزمان
لن توازيها أفانين البيان
***
كل حقل يتباهى بالمجاني
كل جهد يتماهى في التفاني
كل فكر يغزل الحلم معاني