النص التفاعلي .. بين إشكالية التسمية وهدم ذائقة التلقي

بشير المصقري

 - فرض النص التفاعلي  نفسه مذ إطلاق  الشبكة العنكبوتية  على الآفاق الأفتراضية الرحبة وحين  نتحدث عن النص التفاعلي فنحن لا نتحدث  عن مادة بعينها  أو عن شكل من أشكا
بشير المصقري –
فرض النص التفاعلي نفسه مذ إطلاق الشبكة العنكبوتية على الآفاق الأفتراضية الرحبة وحين نتحدث عن النص التفاعلي فنحن لا نتحدث عن مادة بعينها أو عن شكل من أشكال الكتابة تحديدا إلا أننا بصدد التركيز على النص الإبداعي خصوصا سواء كان نصا مفتوحا أو نصا قصيرا شعريا أو قصصيا ,أو سردا عاديا بما في ذلك الخواطر والأفكار المنداحة بطريقة إبداعية صرفة
كما أنه ليس هناك خصائص وقواعد تحكم قضية التسمية أي تسمية النص التفاعلي بهذا الأسم كونه نصا يعد في ظهوره الأول متاحا بثيمة اتصالية مباشرة على عكس النص المنشور ورقيا وبدون وسائط اتصالية كما هو في الصحافة الورقية مثلا لكون النص الورقي لا يصنع آنية التفاعل فهو يمر بعدة مراحل قبل النشر ويخضع لمعايير تحدد قضية النشر بخلاف مايحدث في النشر الإلكتروني ومن بداهة القول الجزم بأن ذائقة المتلقي قد تأثرت بشكل مباشر بالنص التفاعلي وهو تأثر سلبي استناداإلى تلك الغزارة الإنتاجية التي تصنع بها المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي قارئها الافتراضي وتضج بها فضاءاتها الأمر الذي يؤكد تطابق التسمية على النص المنشور ألكترونيا عن النص المنشور بوسائط أخرى فالمتلقي يواجه كما هائلا من الصيغ الإبداعية المنشورة في الفضاء الألكتروني عن غيرها خارج هذا الفضاء ولابد هنا من إيراد الفروق بين التفاعل مع الورق والتفاعل مع المنقول آاليا وخاصة فيما يتعلق بالإبداع وماينشر في هذا المضمارحيث أن النصوص الإبداعية المنشورة ورقيا تأخذ مداها في كل الحالات ومنها مدى الفحص الخاضع لقناعة المحرر وسياسة النشر والإعداد للنشر أن تطابقت مع رؤى المحرر وللمسألة علاقة بالوقت فالتفاعل يعني هنا الآنية والنص في هذا الضرب يعبر مرحلة قدتصل إلى 24ساعة من لحظة إرساله مرورا بوصوله للمحرر وحتى خروج الورق من المطبعة وتوزيعها للقراء ويأتي عقب ذلك مدى آخر وهو مدى قراءة النص من قبل المتلقي بطريقة بها من التريث مايجعل التركيز دقيقا وخاصة والتفاعل معه يكون مصبوغا بإرادة تنمي حدة بكسر الحاء التذوق وهذا مالا يحدث في النص اللألكتروني كما أن نسبة النصوص في هذا المول لا يمكن مقارنتها مع كم النصوص المنهالة على المواقع الإلكترونية في الثانية الواحدة مايجعل التلقي هنا على قدر محبط من الإحباط ويضيع خيط التتبع وشعرة التركيز وتتوه الذائقة لعدم قدرة المتلقي أختيار مايليق بمستوى التطولا الذي وصلت إليه ذائقته بالتراكم بينما تكون النصوص الورقية في كتاب أو في جريدة لاتتعدى أصابع اليدين ويتمكن المتلقي حتى من عقد مقارنة على الأقل بين النصوص التي بين يديه والقيام بعمل تحليل فني مدروس لإكتشاف القدرات الإبداعية داخل كل نص فيما يعجز المتلقي الإلكتروني عن القيام بذلك في غمرة نشر مجنونة وغزيرة وسريعة في الفضاء الأفتراضي وبذلك يغيب التحليل والتفكيك واكتشاف الملامح الفنية وكذلك يغيب الإمساك بخيط الفحص لأن هم المتلقي في هكذا حالات يكون متركزا ومنشغلا بالمتابعة ورصد افكار سطحية لا تخدم استلهامه واستيعابه لها وتشكيل وعي يدرب ذائقته الاستقرائية وبذلك تنهدم الرؤى الناقدة التي كان يتمتع بها في المراحل السابقة لظهور النص التفاعلي ألكترونيا ومن هذه الأثافي أن يغدو التطور لدى الناص بطيئا بحيث لايدرك المستوى والنقطة التي تمكنه والآخرين من تصنيف نصه فكلمة اعجبني التفاعلية تفاعلا سطحيا قد مسخت أيضا المتلقي عن دوره المتأصل في شرح الانطباعات والإشارة الجادة إلى مكامن الضعف ونقاط القوة في النص خاصة والنصوص التفاعلية لاولئك الذين يكتبون النص الإبداعي آنيا في لحظة وجودهم على الشبكة العنكبوتية ومنة جهة مماثلة تصعب عملية الفرز والغربلة على المتلقي ويصير الحال اشبه بحطابة ليل.

قد يعجبك ايضا