يوسف الشحاري.. الذي كان وما زال!
عبد الرحمن عبد الخالق
يوسف محمد أحمد.. المعروف بـ(يوسف الشحاري)… اسم لا يجهله أحد.. وإن حاول القتلة والسماسرة وبائعو الضمائر في سوق النخاسة تجاهله خوفا وضعة لا شجاعة ورفعة خوفا من بساطه تعلو جبينه وقوام سهم نافذ إلى كبد الظلم والظلام وتحقير الإنسان.. ضعة أمام علو وسمو..
يوسف الشحاري المولود في مدينة الحديدة عام 1932 غادر دنيانا في 16 سبتمبر عام 2000م… وما أظنه غادرها إلا مبتسما راضيا لأنه ختم عقدا كان أبرمه معها
إنه لا يهادنها ولا يسايرها في عبثها إن أرادت لذا ما عرفناه إلا منافحا عن الحق يتقدم الصفوف الأولى دوما للدفاع عن قضايا الإنسان حريته وأمنه ومعيشته.
كان يوسف الشحاري برومثوسيا في سعيه لخدمة الإنسان في عظمته وتواضعه في كده وجهده وشجاعته.
لا أدري في أي الأعوام كان ذلك…
قرأت أن هناك مناضلا جسورا من أبناء الحديدة حصد نسبة مرتفعة جدا من الأصوات في إحدى الدوائر الانتخابية في الحديدة وبل وخرجت الجماهير تهتف باسمه ليكون صوتها في مجلس الشورى النيابي.. كان ذلك المناضل هو يوسف الشحاري.. لأول مرة أسمع عن هذا الاسم ولم يغادرني وقرأت بعد ذلك تقييما لسير الانتخابات النيابية الجارية حينها في الجمهورية العربية اليمنية فوجدت إشارة إلى أن اليسار فاز في الانتخابات بمقعد واحد.. ولم أجد صعوبة في معرفة اسم هذا المناضل اليساري لقد كان الأستاذ يوسف الشحاري.
في عام 1993 وقفت وجها لوجه لأول مرة أمام يوسف الشحاري كان ذلك في المؤتمر السابع لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وكنا كمندوبين أمام مسئولية انتخاب رئيسا للاتحاد.. بدا للقاعة أن مشاورات جرت كان فيها الشحاري مترددا في أن يترأس الاتحاد عن زهد أو عن شعور بضخامة المسؤولية.. لم تمنع عضويته في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وسط مزاج سياسي طاغ في القاعة معارض للمؤتمر الشعبي العام وسياساته من أن تقوم القاعة بتلقائية عن بكرة أبيها رافعة هاماتها قبل أيديها هاتفة باسم يوسف الشحاري.. وتكرر الأمر نفسه في المؤتمر الثامن للاتحاد.. ليسجل في تاريخ الاتحاد أن يوسف الشحاري كان رئيسا له.
لا يذكر اسم الأستاذ عبدالله البردوني ولا الأستاذ عمر الجاوي ولا اسم الأستاذ محمد علي الربادي كأبرز القامات الوطنية والأدبية إلا وذكر معها الأستاذ يوسف الشحاري.
من شعر يوسف الشحاري:
(باقون رغم شراسة الإرهاب
وخيانة الكتاب والأقطاب
باقون ما سلب العدو إرادة
شماء ساخرة بكل مصاب
باقون ما اقتحم الظلام رحاءهم
عبر السنين تفيض بالأتعاب
باقون لا سود الخيام تهشمت
فيها صلابة صامد وثاب
إن الحريق يذيب كل مخادع
فينا ويهتك أرفع الألقاب)
يوسف الشحاري/ أمين المحاقري ج20