شـباك الجــنة
◄ عائشة الطويلي
ثانية تتسلق شباك المحنة لتفتح أمامنا للضوء نافذة وللظلم مقبرة وللدماء طريقا آخر عندما يأكل البيت أحجاره وتشرق الشمس في نصفه الآخر يتبين لنا أن العيش لا يخلو من انفراد أو اجتماع لكن كلاهما أمر من الآخر ..
قد يكون الأب هو الشخص الأوحد ممن نثق به ونأمل منه خيرا وفيرا وقد يكون الأخ كذلك وريثما تتغير الصورة يكون العكس لكليهما فيصبح الوالد والولد على السواء وفي وقت آخر قد يكون الوالد أحن من الولد وما أن يرحل الأول حتى يخلع الثاني جلباب أبيه ويرتدي جلبابه الجديد ويقوم بترويض أفراد أسرته على نظامه الخاص تحقيقا لرغبته وتلبية لمشاريعه التي يأمل أن تزداد وتبقى دوما بنفس النظام ونفس التخطيط فيبدأ بالاستيلاء على وثائق تخص الجميع إلا أنها الآن في حوزته وما عادت تخص الجميع انها تخصه وحده وهو صاحب الحق الأول ثم ماذا¿ لابد أن يستولي على رواتب أخواته كاملة لأنه أحق بها من الآخرين كالزوج أو هن على الأقل ومقابل ذلك فهو يأويهن ويطعمهن ويحميهن وقت الحاجة لكن الحماية هنا يشترط فيها تقديم ما يعين على فعلها مثل المال وهو أكثر تأثيرا من غيره لذا وجب الإحاطة والتعامل بحذر وتحذق تام.
مؤخرا لابد أن تكون الطاعة عمياء ولا يسألن عن أي أمر حتى لو كان يعنيهن يكفي كم ذكرت أنه المأوى لهن ولو كان في بيت أبيهن هذا لا يعني الا أنهن ضيوف راحلات عن قريب وما يتعرضن له من ضرب وإهانة واحتقار خاصة كل نهاية أشهر السنة أقصد الأيام التي يقبضن فيها رواتبهن لا بديل عنه فإما أن يدفعن الرواتب كاملة مع العلاوات وإما أن يتحملن مالا يحمد عقباه حتى والدتهن تلقى ما يلقينه بناتها من الضرب والإهانة لأنها دائما ما تحاول أن تحميهن منه ومن سوطه الموجع لذا تنال منه الكثير الكثير من القهر والغلبة.
ما قولكم في هذا المتسلط الخائن¿ وبرأيكم ما العقاب الذي يستحقه جراء تلك المعاملة القذرة ¿¿¿
ولأنهن لا حول لهن ولا قوة فلا مفر من ذلك القبو وذاك السوط اللعين والخروج أو الخلاص من قبضته لا تحل إلا بخروجهن للزواج أو البقاء معه في قبوه العالق بأوساخه وأمراضه القاتلة الجاثمة في فك الخروف الأولى…