طلاب مدارس الحديدة‮.. ‬مغامرات لا تخلو من المخاطر

‬تحقيق‮/ ‬زهور السعيدي

بات على الأطفال بمدينة الحديدة وخاصة طلبة المدارس أن‮ ‬يخوضوا مغامرات‮ ‬يومية لا تخلو من المخاطر في‮ ‬سبيل الوصول إلى مدارسهم المحاطة ببحيرات‮ “‬المجاري‮” ‬كغيرها من المباني‮ ‬والمرافق العامة والخاصة في‮ ‬المدينة التي‮ ‬تعيش وضعا بيئيا في‮ ‬غاية السوء بسبب انهيار شبكة المياه والصرف الصحي‮ ‬وطفح المجاري‮ ‬والتي‮ ‬أصبحت تهديدا حقيقيا على صحة السكان المحليين عموما وعلى وجه التحديد صغار السن الذين‮ ‬يعتبرون ابرز الضحايا لهذا الوضع المتردي‮ ‬كما‮ ‬يقول اختصاصيون تربويون‮ ‬
‮” ‬الأسرة‮” ‬التقت بعض الطلبة وأولياء الأمور وعددا‮ ‬من المختصين في‮ ‬محاولة للوقوف على هذه المخاطر وسبل الحد منها والتقليل من آثارها‮ ‬
البداية الحزينة
قبل أيام قليلة توجه ملايين الطلاب والطالبات إلى مدارسهم في‮ ‬عموم المحافظات مع بدء العام الدراسي‮ ‬الجديد‮ .. ‬لكن الوضع كان مختلفا بالنسبة لطلبة مدينة الحديدة الذي‮ ‬حلت عليهم هذه المناسبة هذا العام وحال المدينة لا‮ ‬يسر عدوا ولا صديقا‮ ‬وتقول فاطمة محمد وهي‮ ‬أم لثلاثة أطفال‮ ‬يدرسون في‮ ‬المرحلة الأساسية بمدرسة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر بمنطقة‮ ‬غليل شرقي‮ ‬المدينة بأنها تشعر بالحزن والأسى في‮ ‬عيون صغارها عند توجههم في‮ ‬اليوم الدراسي‮ ‬الأول الذي‮ ‬كان مختلفا عن السنوات الماضية بسبب المجاري‮ ‬الطافحة في‮ ‬كل الشوارع وحتى في‮ ‬محيط المدرسة‮ .‬
وتضيف‮ : ‬لم أشاهد الفرحة المعهودة بالزي‮ ‬المدرسي‮ ‬والحقيبة الجديدة والدفاتر كما جرت العادة فالوضع الكارثي‮ ‬للمجاري‮ ‬قتل الفرحة حتى من نفوس الصغار‮ .‬
أما محمد الفيل من أهالي‮ ‬منطقة الحوك فقد اضطر إلى ترك بيته والخروج من مدينة الحديدة إلى أحد الأرياف المجاورة هروبا بسلامته وسلامة أسرته ويقول‮: ‬لم‮ ‬يتمكن أطفالي‮ ‬من العودة إلى مدارسهم هذا العام فقد تركت منزلي‮ ‬وخرجت إلى الريف حيث الهواء النقي‮ ‬وهربت بأطفالي‮ ‬من تلك المستنقعات الخطيرة وخاصة أن منزلي‮ ‬محاصر تماما ببحيرات المجاري‮ ‬وما زلت بانتظار الحلول من الجهات المختصة لكي‮ ‬نعود إلى منازلنا حيث أني‮ ‬لست الوحيد الذي‮ ‬ترك منزله بل كثير من الناس اضطروا إلى الهروب وخاصة من طفحت المجاري‮ ‬داخل منازلهم‮ .‬
مخاطر حقيقية
ولا تتوقف قضية شبكة المجاري‮ ‬المتهالكة عند فرحة الأطفال المسلوبة بل تتجاوز إلى مخاطر صحية‮ ‬يقول الدكتور عبدالله زهير مدير مكتب الصحة بمديرية الخوخة أن مخاطر صحية حقيقية تتهدد الأطفال جراء هذا الوضع البيئي‮ ‬الخطير‮.‬
ويضيف بان طفح المجاري‮ ‬وانتشار البحيرات السوداء ومشتقات مياه الصرف الصحي‮ ‬على مساحات واسعة من أحياء المدينة‮ ‬غالبا ما‮ ‬يكون بيئة خصبة لتكاثر البعوض والجراثيم وبالتالي‮ ‬تزايد نسبة انتشار الأمراض بين المواطنين وخاصة لدى الأطفال وصغار السن بسبب ضعف المناعة الطبيعية ضد هذه الميكروبات‮ ..‬
رحلة المخاطر
وأصبحت عملية الذهاب إلى المدرسة بالنسبة لكثير من الطلاب والطالبات وتحديدا صغار السن منهم أشبه برحلة‮ ‬يومية محفوفة بالمخاطر وتوضح سميرة عبدالله وهي‮ ‬مدرسة لغة انجليزية بإحدى مدارس مديرية الميناء وسط المدينة المنكوبة بأن كثيرا‮ ‬من المدارس الأساسية والثانوية باتت محاصرة ببحيرات المجاري‮ ‬ويجد الطلبة الصغار صعوبة في‮ ‬تجاوزها‮ .. ‬وتشير إلى أن الأيام الأولى من العام الدراسي‮ ‬الجديد شهد العديد من حالات الإصابة بالوعكات الصحية الطارئة لطلاب وطالبات أثناء تواجدهم في‮ ‬الفصول الدراسية التي‮ ‬لا تكون بمنأى عن الروائح المنبعثة من المستنقعات المجاورة‮.&#823

قد يعجبك ايضا