التعليم والشجرة الملعونة

عبدالله علي عبدالله النويرة

 - بدأ أبناؤنا الطلاب بالتوافد على مدارسهم بعضهم بشوق ولهفة وبعضهم بتثاقل وعدم رغبة كلا حسب الظروف المحيطة به فهناك من الطلاب والطالبات من هم في شوق للمدرسة وللزملاء والأصدقاء لأن الجو في المدرسة يشجع على إقامة هذه العلاقة
بدأ أبناؤنا الطلاب بالتوافد على مدارسهم بعضهم بشوق ولهفة وبعضهم بتثاقل وعدم رغبة كلا حسب الظروف المحيطة به فهناك من الطلاب والطالبات من هم في شوق للمدرسة وللزملاء والأصدقاء لأن الجو في المدرسة يشجع على إقامة هذه العلاقة المحببة بين الطلاب بعضهم ببعض وهناك مدارس تكون الأجواء فيها عبارة عن معارك طاحنة بين طلابها وتكون الأجواء التعليمية مشحونة بعلاقات متوترة بين الطلاب لعدم قدرة الإدارة المدرسية على ضبط الإيقاع التربوي في تلك المدرسة.
الأجواء التربوية السائدة في مدارسنا لا تشجع على أن تكون العملية التربوية عملية متكاملة لأسباب عديدة بعضها أسباب موضوعية وبعضها أسباب مفتعلة أو ناتجة عن عدم فهم وإدراك العملين في العملية التعليمية والتربوية لمهامهم الحقيقية المتمثلة في تهذيب القيم المجتمعية وإدخال المفاهيم الحضارية إلى المجتمع من خلال غرس هذه المفاهيم في أذهان الطلاب بطريقة علمية مدروسة تؤدي في محصلتها النهائية إلى أن يكون لدينا في المستقبل جيل حضاري واعي بعيدا عن الموروث السلبي الموجود في المجتمع وهذه هي الرسالة الحقيقية التي يجب أن يضطلع بها التعليم لكي ينتشل الشعب اليمني من الآثار السلبية لبعض القيم السلبية التي تتوارثها الأجيال ولم تعد صالحة للزمان والمكان الذي نعيشه وعلى سبيل المثال لا الحصر دور التعليم في القضاء على شجرة القات وآثارها السلبية المدمرة.
لقد كنا نأمل في سابق الأيام أن تأتي الأجيال الجديدة وهي بعيدة عن التعود والإدمان على القات هذه الشجرة الخبيثة وكنا نحلم بأن الأجيال الشابة التي تدرس في أرقى الجامعات العالمية وفي الجامعات اليمنية هذه الأجيال كنا نعول عليها ونراهن على أنها ستكون بعيدة عن هذه الشجرة الخبيثة بل وستكون إحدى وسائل القضاء عليها وأنها بذلك سوف تضمحل مع الأيام ولكننا فوجئنا بأن الأجيال الشابة المتعلمة أكثر تعودا وإدمانا على تناول هذه الشجرة فإذا كان آباؤنا يخزنون القات لمدة ساعتين أو ثلاث على أبعد تقدير فإن الأجيال الشابة أصبحت تتناول القات لست أو ثمان ساعات وبصورة مقززة وهذا الأمر ينذر بأننا مقدمون على أجيال سيكون محور حياتها هو هذه الشجرة الملعونة التي تنتشر انتشار النار في الهشيم ولا يبدو أن هناك ولو بصيص بسيط من الأمل في القضاء عليها ولا يبدو أن هناك من يفكر من مسؤولينا في التربية والتعليم من لديه أدنى تفكير في وضع هذه المشكلة نصب عينيه لكي تكون أحد الأهداف الرئيسية لمخرجات التعليم الذي يبدو أنه يسير على البركة «ودعها فإنها مأمورة» وهذه إحدى معضلات التعليم لدينا ذلك أننا نمشي بدون هدى وليس لدينا أولويات قيمية نسعى إلى تحقيقها لأنه إذا لم يكن لدينا خطة استراتيجية طويلة الأمد في أن يكون من مخرجات التربية والتعليم القضاء على هذه الشجرة الخبيثة فما هي الفائدة المرجوة من التعليم إذا لم يكن بإمكانه إخراجنا من هذه الآفة التي تنخر في أساس المجتمع وتسبب له الكثير من المشاكل التي نحن بغنى عنها والتي تستفحل يوما بعد يوم دون أمل في إيقافها عند حدها.
لقد قال أحد الزملاء أن فاقد الشيء لا يعطيه فإذا كانت الغالبية العظمى من منتسبي التربية والتعليم من مدمني القات فكيف نأمل منهم أن يعملوا على القضاء عليها وهنا مربط الفرس.

قد يعجبك ايضا