العودة إلى المدرسة …!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - لمجرد التفكير بخيبتنا يزدحم القلب بكل ما فيه في كل مرة ندرك أننا بصدد عام دراسي جديد يصيبنا الإحباط للوهلة الأولى ما الجاهزية التي استعدت بها التربية وهي تستقبل عامها الجديد غير إعلان حملة العودة إلى المدرسة الذي تعرضه الفضائية لفتاة تكتب على الأرض (أ ب ت)
لمجرد التفكير بخيبتنا يزدحم القلب بكل ما فيه في كل مرة ندرك أننا بصدد عام دراسي جديد يصيبنا الإحباط للوهلة الأولى ما الجاهزية التي استعدت بها التربية وهي تستقبل عامها الجديد غير إعلان حملة العودة إلى المدرسة الذي تعرضه الفضائية لفتاة تكتب على الأرض (أ ب ت) بعود خشبي ليظهر لنا رجل مسن شاحب الوجه ويمنحها العلم في حقيبة كما لو أن كل مشاكل التعليم قد انتهت عند ذلك الأب الذي قرر أخيرا أن تذهب ابنته إلى المدرسة.
< مؤلم وأحدنا يتخذ طريقه إلى المدرسة ليعيد أبناءه إليها وهو غير راض عن شيء يحاول التجوال بذكريات طفولته في المدرسة قديما ويلوذ بها هربا من فوضى تعج بما حوله يجلب من أيامه القديمة حكايا المسافات التي قطعها للوصول إلى المدرسة يحكي لأبنائه عن القلم المكسور الذي دام معه طويلا ولم يجد ثمة من يشتري له قلما بديلا عنه والكيس البلاستيكي وقد حشر كتبا مهترئة ودفاتر متهالكة لأعوام مضت وعن الزي المدرسي الذي احتفظ به لخمس سنوات متتالية إلى أن يبدو أمام أبنائه كمناضل خاض تجارب قاسية وانتصر في نهايتها لربما نلجأ لمثل ذلك ليكتشف أبناؤنا فرق ما هم عليه لكننا نكتشف وإن لاحقا أننا أمام مقارنة عقيمة وغير مجدية البتة لا سيما مع جيل جديد يتنفس بيئة مغايرة جيل الدوت كوم وبيئة يغذيها "فيسبوك" بأفكار مفتوحة لا سلطة لأحد عليها .
< العالم بأرضه وسماه مفتوح اقتصاده معولم وثقافته متداخلة وبلا هوية حتى الأيام لم تعد هي تلك الأيام ذاتها الخميس ليس بخميس والسبت سبتا بإجازة أيا تكن مقارنتنا لفارق البيئة التعليمية قديما وحديثا فواقعنا سيء للغاية لقد تغير العالم وتحول من وقتها ليس مرة واحدة فحسب بل مرات ومرات ووسط كل هذا القدر من التحول إما أن نكون أو لا نكون وتعليمنا الحاضر بنتائجه ومخرجاته بمثابة محو أمية أمام نوعية فائقة وبيئة تعليمية ذات بنية تحتية متطورة في إحدى الدول المتقدمة.
< لست هنا بصدد الشطح والانزلاق في مقارنة عقيمة أخرى تتجاهل الارتخاء العام الذي تعيشه البلاد وضعف الامكانيات أو أرمي بمسؤولية ما لا يحتمل ولا يطاق على أحد بعينه إلا أننا أمام واقع تعليمي غير سوي ولا يعير كل ذلك التقدم المهول أدنى اعتباراته .
< المدرسة ينتقصها الكثير من كل شيء الإضرابات المتقطعة للمدرسين استمرت طوال العام الماضي الكتب بالتقسيط فيما تباع في حراج التحرير وسط العاصمة يتم حشر الصف الدراسي وتعبئتة بالطلاب كما علبة كبريت ولا مجال هنا للحديث عن الأجهزة التقنية التعليمية أو المعامل التطبيقية الحديثة إنها كارثة بكل المقاييس.
< كيف لنا أن نستثمر في أبنائنا بواقع كالذي نعيش ـ على اعتبار أن الاستثمار الحقيقي لأي وطن هو في تعليم أبنائه كرهان يمكن الاعتماد عليه للحصول على مستقبل يزخر بالنهوض والتقدم ونجد لأنفسنا مكانا بين الأمم التي تتسابق على العلم بنهم شديد لا يعرف التوقف وهو لن يتوقف عند نقطة بعينها ...

قد يعجبك ايضا