الاعتذار وحده لا‮ ‬يكفي

باسم الشعبي


 - 
‮ ‬تواجه اليمن ملفات عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية لأن قضية الجنوب كأهم ملف‮ ‬يقف أمام القيادة السياسية اليمنية وأمام مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬إذ كانت قضية الجنوب بمثابة

‮> ‬تواجه اليمن ملفات عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية لأن قضية الجنوب كأهم ملف‮ ‬يقف أمام القيادة السياسية اليمنية وأمام مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬إذ كانت قضية الجنوب بمثابة البوابة الرئيسية للتغيير الجاري‮ ‬في‮ ‬البلاد عبر الحراك السلمي‮ ‬وتاليا ثورة الشباب التي‮ ‬قدمت خدمة كبيرة للقضية الجنوبية بحيث ابرزتها محليا ودوليا بصورة قانونية وعقلانية وموضوعية باعتبارها قضية سياسية واقتصادية في‮ ‬إطار قضية‮ ‬يمنية ووطنية كبرى‮.‬
لقد دمرت حرب صيف‮ ‬94م حلم اليمنيين ببناء دولة قوية وجاءت السنوات اللاحقة لتوسع الجرح ولفتح الشروخ في‮ ‬جسد الوحدة الوطنية من خلال الممارسات الخاطئة التي‮ ‬ارتكبت والتي‮ ‬وقفت عائقا أمام أية حلول من شأنها تطبيب الجروح وإعادة الأمل للناس حتى جاءت ثورة الشباب لتفتح أبواب الأمل من جديد أمام عهد جديد من الحوار والاعتذار والمصالحة الوطنية واغلاق ملفات الحروب والصراعات وفتح نافذة البناء والتشييد‮.‬
الدول والحضارات لا تقام إلا بالتسامح والتصالح وجبر الأضرار والعدالة والحرية كل هذه القيم هي‮ ‬أساس بناء أي‮ ‬أمة فالأمم التي‮ ‬تعجز عن تجاوز ماضيها تعجز بالضرورة عن بناء مستقبلها والثورات التي‮ ‬تقودها الشعوب سلميا ما هي‮ ‬إلا إدانة حقيقية في‮ ‬مضمونها للماضي‮ ‬وملفاته المؤلمة والتبشير بعهد جديد من السلام والبناء والوحدة والحرية‮.‬
وحتى لا‮ ‬يكون الاعتذار مجرد اعتذار فإنه على الحكومة البدء بإجراءات حقيقية على الأرض لحل القضايا العالقة لا سيما في‮ ‬الجنوب إذ‮ ‬يحتاج الشعب الجنوبي‮ ‬من القضية الجنوبية لإجراءات سريعة وعاجلة تمهد لمخرجات الحوار الوطني‮ ‬الشامل وتهيئة الأرضية لإعادة بناء الدولة اليمنية الجديد وحتى لا تصبح حكومة الاعتذار الوطني‮ ‬فحسب فإن الفرصة ما تزال أمامها قائمة لتحسين أدائها والظهور بصورة إيجابية وهي‮ ‬تسير جنبا إلى جنب مع مداولات ومخرجات الحوار الوطني‮ ‬لأن الاعتذار وحده لا‮ ‬يكفي‮!‬

قد يعجبك ايضا