الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية مدينة ذمار القديمة

محمد عبدالله العرشي



• أخي القارئ الكريم.. نحن نعيش في هذه الفترة التاريخية التي تعتبر من أحرج فترات التاريخ اليمني المعاصر وأحب أن أوجه ندائي إلى عدد من الأشخاص والجهات:
أولا: إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي لقد تحملتم المسئولية التاريخية أمام الله وأمام الشعب عن مستقبل هذا الشعب وأخشى أن تكون نتائج الحوار التي ترؤسونه تقسيم اليمن أو تشطيره إلى عدة أشطاربين ما كان موحدا بين شطرين (الشمال والجنوب) سيصبح مشطرا إلى عدة أشطار الشمال والجنوب والشرق والغرب بل سيكون أكثر من أربعة أشطار بالإضافة إلى تشطير النفوس وحرمان اليمن من تكامل خيراتها وكوادرها.
ثانيا: أوجه ندائي إلى رؤوساء الأحزاب المشاركون في لجنة الحوار وأقول لهم أن الدولة المدنية الحديثة التي نبحث عنها جميعا أخشى أننا نكرس القبلية والمناطقية والمذهبية ونزرعها على مستوى جميع أشطار اليمن.
ثالثا: أوجه ندائي إلى الأخوة المشائخ المشاركون في لجنة الحوار أخشى أن تتصارعون فيما بينكم داخل الأشطار ولا تنجيكم إلا الدولة المركزية التي ترتكز على نظام الإدارة المحلية وتاريخ اليمن المعاصر والوسيط والقديم شاهد على ذلك..
رابعا: أكرر ندائي مرة أخرى إلى الأحزاب والسياسيين المشاركون في لجنة الحوار هو أنكم تصنعون حلولا مؤقتة وهذه الحلول يمكن أن تنفجر على مستوى كل شطر هل نسيتم أحداث يناير 1986م في جنوب الوطن وما حدث بين رفاق الحزب الواحد هل نسيتم ما حدث بين الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح عام 1994م ولا سيما أن الحكومة الإنتقالية (حكومة الوفاق) الآن مبنية فوق جبل من الملح يمكن أن يذوب الجبل في أسرع وقت ممكن.
وسيقال ما هو الحل¿ والجواب: الحل هو محاربة الفساد لأنه وراء جميع الأمراض الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
أخي القارئ الكريم …
سنتناول في هذه السطور الثروات والكنوز الحضارية في محافظة ذمار ولاشك أن محافظة ذمار تملك الكثير من الثروات والكنوز الحضارية والتي تنتشر في كافة مديرياتها باعتبار هذه المحافظة من أهم المناطق اليمنية الحضارية والتي كانت مزدهرة في عصر الحضارة السبئية والحميرية ومحافظة ذمار تتكون من إثنتي عشر مديرية وهي: (جبل الشرق جهران الحداء ذمار المدينة ضوران, عتمة عنس مغرب عنس المنار ميفعة عنس وصاب السافل ووصاب العالي) ومساحتها 7.588كم2 ويحد محافظة ذمار من الشمال محافظتي صنعاء وريمة ومن الجنوب محافظة إب ومن الغرب محافظتي ريمة والحديدة ومن الشرق محافظتي صنعاء والبيضاء. وعدد مساكنها 189.977 وعدد أسرها 187795أسرة وعدد سكانها 1.339.229 نسمة.
مدينة ذمار
وسوف نتناول في هذه الحلقة مدينة ذمار القديمة وقد ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي أن ذمار بكسر أوله وفتح ثانيه أي ماوراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه فيقال فلان حامي الذمار. وتبلغ مساحة مدينة ذمار237كم2 وعدد مساكنها 24.189 مسكن وعدد أسرها 23.333أسرة وعدد سكانها 182.516نسمة. وتقع جنوب العاصمة صنعاء بمسافة 100كم وهي وسط بلاد عنس الشهيرة وهي مدينة حميرية ولاتزال تستخدم في ألفاظ أهل ذمار وما حولها اللهجة الحميرية وقد ذكرت ذمار في العديد من النقوش وقد وجد تمثال برونزي استخرج من النخلة الحمراء من بلاد الحداء وقد وجد عليه كتابة حميرية منها لفظ ذمار علي وقد تم ترميمه وإصلاحه قريبا لدى حكومة ألمانيا الإتحادية وقد وجد في أساس الكعبة عندما قام الفرس بخرابها في الجاهلية حجر مكتوب عليه بالمسند لمن ملك ذمار لحمير الأخيار لمن ملك ذمار للحبشة الأشرار لمن ملك ذمار لفارس الأحرار لمن ملك ذمار لقريش التجار ثم حار محار (أي رجع رجعا). وتنطق ذمار حاليا بفتح الذال وقد ذكرها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) في القرن الرابع الهجري بأنها مخلاف ذمار قرية كبيرة وبها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد وأن ساكنيها من بطون حمير والمدينة تقع في الجنوب الشرقي من قاع بلسان وترتفع عن سطح البحر ثمانية الآف قدم وتتكون مدينة ذمار القديمة من ثلاثة أقسام وهي الحوطة والجراجيش والمحل ويوجد فيها العديد من المساجد منها مسجد الإمام يحيى بن حمزة المتوفي سنة 746هـ وقبره بجوار مسجده ومسجد الحسين بن سلامة ومسجد الامير سنبل وقبة داديه وهي من عمارة بعض الأتراك ومسجد الويس ومسجد السيد صلاح ومسجد الربوع ومسجد عمرو ومسجد الشيخ ومسجد فرج ومسجد عبيلة ومسجد الصديق ومسجد دريب. ويقع حصن هران المشهور شمال مدينة ذمار ويبعد عنها بمسافة 1كم تقريبا وفي هران مواقع آثرية ومدافن منحوتة ولايزال الحصن قائما وهو حصن حميري قديم وهو ذو موقع إستراتيجي هام ويشرف على العديد من الوديان مثل بلسان وقاع جهران وقاع عراظ وعراد شرقي ذمار وقاع شرعه في منطقة تسمى جبل الد

قد يعجبك ايضا