المعلومات المائية غير مكتملة¿¿
محمد العريقي
قبل عدة أيام وبالتحديد في شهر يونيو من العام الحالي قال وكيل وزارة المياة والبيئة توفيق الشرجبي “إن المعلومات والبيانات الخاصة بالموارد المائية في اليمن غير مكتملة وبحاجة إلى إيجاد قالب خاص أو إطار يجمع فيه تلك المعلومات بحيث تصبح سهلة النشر وبمتناول الجميع (صحيفة الثورة الأربعاء 26يونيو 2013م) جاء ذلك في اختتام ورشة العمل الخاصة بالتخطيط الجيد للموارد المائية والتي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” بالتعاون مع سفارة مملكة هولندا بأهمية الورشة التي ناقشت المشاكل المائية في اليمن .
لاشك أن مثل هذا التصريح يثير الكثير من الغرابة والدهشة ويفرض على المتابع بالشان المائي في اليمن أن يتساءل … ماذا نعمل منذ فترة طويلة ¿ واين الجهود والامكانيات التي سخرت لتقيم وبناء الهياكل الأساسية لقطاع المياه ¿ وماذا عن الدراسات والابحاث والخطط والاستراتيجيات التي اثيرت في المؤتمرات وورش العمل … وو .. وماذا يعمل وكيف يعمل المعنيون في الأمر إذا كانت المعلومات غير مكتملة وغير واضحة ¿¿ وكيف تتخذ القرارات وتبنى الخطط والاستراتيجيات إذا كانت المعلومات المتعلقة بقطاع المياه غير متكاملة ¿¿¿
مع أن أي عمل لايقوم على معلومة متكاملة وواضحة يظل عملا غير سليم وغير موثوق فيه ولاتحقق مخرجاته نتائج مرضية فما بالنا إذا كانت المعلومة متعلقة بأهم مكون حياتي وهو المياه .
المعلومة هي أساس وجوهر أي عمل والتعامل بالمعلومة ليس حاجة عصرية حديثه وإنما ضرورة رافقت الإنسان منذ أوجده الله على وجه الأرض فكل تصرفاته وإشباع حاجياته تقوم على المعلومة المسبقة التي يخضعها عقله للتمحيص والتحليل ويبني عليها بعد ذلك قرارته.
وفي الأمور الكبيرة التي أدار الأنسان فيها شؤون حياته وتأمين احتياجاته وتنظيم علاقاته بالآخرين لعبت المعلومة الدور الرئيسي في تلك القضايا.
كما كان للمعلومة الدور الاهم في خلق ظروف استقرار الإنسان في بيئته والتعايش مع ظروف الطبيعة التي قهرته أحيانا وتغلب عليها في حين آخر.
وفي اليمن استطاع الآباء والأجداد التعايش والتأقلم مع بيئتهم وفق معطيات تقوم على المعلومة المتوارثة من جيل إلى جيل. وقد مثلت المعلومة المائية والمناخية والزراعية جزءا كبيرا من المؤروث الشعبي. وفي الحكم المأثورة عن (علي ولد زايد والحميد بن منصور) مايشير إلى دور المعلومة في تدبير شؤونهم الزراعية والمائية والغذائية منذ زمن بعيد. ومع توسع حجم النشاط الإنساني وزيادة حاجياته واستخداماته للمياه تتعاظم الحاجة إلى المعلومة لما يترتب عليها من أهمية في التخطيط لإدارة مائية فعالة تقود إلى كفاءة الاستخدام وتنمية المصادر ومواجهة الظروف والمتغيرات المناخية. فالأداء المناسب يقوم أساسا على تخطيط جيد والتخطيط الجيد يرتكز على قاعدة معلوماتية دقيقة وصحيحة.
فإذا كانت البداية كلمة فالمحصلة معلومة والنهاية تحرك.. والحركة لا تكون ذات قيمة إلا إذا كانت من خلال منظومة متكاملة من المعلومات تقودها شبكة ذكية.. وهذا يعني أن تأتي المعلومة المطلوبة في الوقت المناسب لتكون بمثابة (طوق النجاة