هل نستفيد مما يجري في مصر¿
عبدالله علي النويرة
عبدالله علي النويرة –
يقال «غدا عطست مصر مرض العالم العربي» وهذه العبارة كناية عن أهمية مصر التي تعتبر القلب بالنسبة للعرب وهذا عامل مؤثر بشكل لا يمكن إنكاره وقد كانت حتى فترة قريبة هي التي تسيطر على القرار العربي وتوجهه الوجهة التي تريدها وهذا الأمر ناتج عن عدد من العوامل التي لسنا هنا بصدد رصدها وإنما نحن بحاجة إلى أن نقف وقفة متأملة لما يحصل في هذا البلد العظيم الذي يدهش العالم كلما خفت صوته أو حصل له تهميش لأي سبب كان.
ما يحصل الآن في مصر ليس بعيدا في تأثيره على مجمل الأوضاع في الوطن العربي بل أكاد أجزم ما سوف تسفر عنه الحالة المصرية سيكون ذات تأثير بالغ على مجمل الأنشطة السياسية في كل البلدان العربية سواء التي مر عليها الربيع العربي أو تلك التي تقف على خط التماس مع هذا الربيع وسيكون التأثير بالغ الأهمية على منظومة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم باعتبار أن إخوان مصر هم المركز الذي تدور حوله جميع التنظيمات وتتأثر تأثيرا مباشرا بما يحصل لرأس الهرم الإخواني الذي لا يستطيع أحد أن ينكر أنه ذات تأثير غير محدود على جميع التنظيمات المنضوية تحت لواء الإخوان المسلمين وما سيسفر عنه الوضع في مصر سيكون له انعكاسات سلبية أو إيجابية عليهم سواء على المدى القصير أو المدى الطويل وهذا أمر لا يشك فيه أحد.
إن الذي يهمنا نحن في اليمن ونحن ضمن إطار التأثير والتأثر لما يحصل في مصر الكنانة الذي يهمنا نحن هو أن تدرك جميع التنظيمات السياسية بأن عهد الإقصاء والاستئثار بالمناصب وتقاسمها فيما بين المنتمين إلى تنظيم واحد هذا العهد قد ولى وأثبت ما يحصل في مصر فشله فشلا ذريعا ذلك أن عدم القبول بالآخر يؤدي إلى تكتل الآخر هذا وتسببه في إيقاف عجلة الحياة في البلاد التي يتم إقصاء طرف وقيام طرف بمحاولة السيطرة التامة على مجريات الحياة وكأن الآخرين ليسوا من سكان هذا الكوكب هذا الأمر خطير وخطير جدا وما يحصل في العراق على سبيل المثال ليس سوى نتيجة طبيعية لعملية إقصاء منتسبي حزب البعث وتفكيك الجيش والأمن الذين لم يجدوا أمامهم سوى التخريب على من تسبب في إبعادهم عن الحياة في ظل وطن موحد.. وما حصل في مصر هو نتيجة لعملية الإقصاء والتهميش لجميع القوى ما عدا القوة التابعة للإخوان التي كان بالإمكان أن تنجح أيما نجاح لو أنها حاولت لم الشمل واستيعاب جميع مخرجات المجتمع المصري ولو أنها أعطت لكل ذي حق حقه ولم تعمل على إتباع سياسة الإحلال والإقصاء لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه حاليا ولكان للتجربة المصرية أن تكون تجربة رائدة في التسامح والترفع عن الصغائر.
إن الذي يهمنا هو أن نتعظ ونستفيد مما يجري في هذا البلد العظيم وأن لا نكرر ذات الخطأ ونبتعد عن عملية الإقصاء والتهميش للآخر فعدم القبول بمن حولنا يؤدي إلى عزلتنا وبالتالي نصبح منفصلين عن هموم المجتمع بل ومتصادمين مع هذه الهموم وهو ما سيؤدي في النهاية إلى فقداننا لكل شيء والدخول في أتون صراع مرير يكون شعاره الحياة بعزة أو الموت بكرامة.