ميزانية الأسرة في العيد.. تحت القصف
تحقيقنجلاء الشيباني

تحقيق/نجلاء الشيباني –
تختلف كمية الملابس والحلويات من بيت لآخر كل بحسب إمكانياته المادية .. لكن في الأخير الجميع يفرح برؤية أبنائه يتزينون بابتسامة عريضة تزيل عند رؤيتها كل المشاق التي تجشمها أرباب الأسر من أجل تلك الفرحة لذلك هذا هو العيد وهذه هي حالته المعتادة.. إنفاق كثيف للمال تتبعه حالة من الندم عند الكثير كل ذلك يعود إلى التصرف العشوائي في عملية الشراء وحالة اللا مبالاة التي تغشى على العقول بمجرد قدومه.
العيد عيد العافية هذا ما يقوله رضوان سعيد رب أسرة عند قدوم العيد ويضيف مبدأ الوسطية في الإنفاق هو ما يجب أن يعمل به جميع الآباء في هذا الوقت ولكن للأسف أصبحت هذه المبادئ مغيبة والإسراف هو حال الجميع من بينهم أنا وأفعل ذلك رغما عني لكي لا يشعر أولادي أنهم أقل من أبناء أعمامهم وجيرانهم فأضطر لإنفاق راتبي بالإضافة للإكرامية وبعض من المال المدخر للأشياء الطارئة لشراء ملابس لأول وثاني العيد بالإضافة إلى الحلويات وعسب العيد وغيرها من الطقوس العيدية التي تجبر الفرد على إنفاق ما فوقه وما تحته في العيد ليعاني في الشهر الذي يليه من عدم وجود مال لتوفير المواد الغذائية ومتطلبات العام الدراسي الجديد الذي يكسر الظهر وما إن يعينه الله تعالى عليه الا ويأتي عيد الأضحى المبارك بنفس الهموم كل ذلك بعد نهاية شهر رمضان المبارك ويقول رضوان هذه هي الدنيا نخرج من حفرة وندخل في الثانية ولو كان الواحد راعى راتبه ولم ينفق إلا بتخطيط وحذر فإن الدنيا بخير.
, ارباب أسر: متطلبات العيد تقصم الظهر والراتب لا يكفي
, علماء الاجتماع: فقر التخطيط هو الغائب الأبدي عن الأسر اليمنية والزوجة المتهم الأول
, خبراء الاقتصاد: توفير 5-10%من الدخل شهريا ونسيانه للظروف الطارئة وصفة ناجحة لتخطي الأزمات
الراتب لا يكفي
يرى عبد الإله الشبيبي أن الاعتماد على المرتب وحده لاستكمال شراء حاجيات العيد لا يكفي أن مرتبه يصل إلى مائة وعشرون ألف ريال إلا أنه لا يكفيه في ظل وجود سبعة أولاد وأخوات يقدم لهم العوادة عسب العيد ومع أنه يقوم بشراء ملابس أطفاله في شهر شعبان إلا أن هذا الإجراء لا يعفيه من الاقتراض من راتب الشهر الذي يليه ليلاقي صعوبة أكثر فيما بعد والسبب وراء تلك العادات والتقاليد التي أثقلت كاهل المواطن في كل عيد.
الدكتور عبدالكريم حجر يقترض في بعض الأحيان القليل من المال إلا أنه يعمل بشكل متوازن على أن لا يضر بنفسه وأسرته في الشهر الذي يلي العيد لقناعته التامة أن الرضا بما أوجده الله لك وعدم النظر إلى الغير ومقارنة النفس بهم هو شيء مهم ليعيش الإنسان بعيدا عن الضغوط النفسية التي يضع فيها نفسه مع اعترافه الكامل أن المرتب لا يكفي لشراء حاجيات العيد التي تكثر وترتفع أسعارها مع تقادم الأيام ألا أنه يفضل تحكيم عقله وعدم تكليف النفس فوق طاقتها.. ولا يختلف معه محمد أدهم رب أسرة كثيرا فهو يرى أن نفقات العيد ثقيلة وما يدخره من أجره اليومي إلى نهاية رمضان لا يكفي لشراء كافة مستلزمات العيد ويكفي على حد قوله أن يلبس الأولاد ملابس جديدة ويفرحوا كالبقية ولو فكر بشراء كل تلك المستلزمات من حلويات وزبيب وغيرها وقام باقتراض المال من أي مكان لمات من الجوع هو وأسرته في الأشهر القادمة ويضيف: صحيح أن الله كريم ورزاق لكن علينا الأخذ بالأسباب.
إجراءات احترازية
خالد سالم موظف في إحدى شركات الطيران على الرغم من أنه غير متزوج إلا أنه يعاني هو الآخر من كثرة نفقات العيد لذا هو يفضل أن يقوم بإلغاء الأقساط التي عليه في هذا الشهر وتأجيلها لأشهر أخرى بالإضافة إلى حالة التقشف التي يقدمها لأسرته وغيرها من الطرق الذي يجدها خالد وتجنبه من الوقوف أمام حاجيات العيد عاجزا فهي كما يقول كثيرة سواء من عسب العيد التي يقدمها إلى الضيوف الذين يأتون إلى منزله أو الذي نذهب إليهم وملابسه الشخصية هو وأسرته بالإضافة إلى لحمة العيد وغيرها من المتطلبات التي يجيد خالد تلافيها لهذه الخطط المحسوبة.
حسن التدبير
عجزت مريم بملامحها الهادئة عن توفير مبلغ تواجه به الظروف الطارئة متطلبات العيد وبعد بحث طويل عن السبب اكتشفت مريم التي تشارك زوجها في إعالة أطفالها الثلاثة.. أنها تنفق أكثر من راتبها وراتب زوجها شهريا ولم تتمكن من أن تضع مبلغا ولو بسيطا يقيها فكرة الاقتراض من الغير لتوفير متطلبات أطفالهم وها هي مريم قد اقترضت 15 ألف ريال لكي تفي بمتطلبات العيد لأسرتها وشراء جعالة العيد التي سوف تقدمها لضيوفها.
فرض زوج أم مرام على زوجته التي لا تفكر بمتطلبات المنزل في العيد طالما وزوجها كفيل بتوفيره لها ويلزمها بإيجاد ميزانية إجبارية يشرف عليها هو ويتولى صرفها في وقت الحاجة بالأعياد والمناسبات مثلا كما نجحت ربة المنزل و