الشöحúر.. بلاد الأحقاف
محمد محمد العرشي

محمد محمد العرشي –
الشحر ها نحن نقدمها للقارئ الكريم لتأكيد صدق ما ذهبنا إليه بأن اليمن غنية بمدارسها الإسلامية وثرواتها الحضارية على مستوى المحافظات والمديريات والعزل والقرى.
هناك جدل يتم الآن في مؤتمر الحوار من خلال لجانه حول المركزية واللامركزية والإدارة المحلية والدولة الاتحادية والكونفدرالية.. وغيرها من المصطلحات الدستورية والقانونية واستعراض العديد من التجارب الدولية والإقليمية والعربية وغيرها من التجارب ونخشى أن يتم زرع نظام نظري لا يتفق مع البيئة اليمنية فيفشل كما فشلت النظرية الإشتراكية الماركسية في الجنوب. وأحب أن أذكر العديد من الحقائق التي قد ربما تلقي الضوء للأخوة المتحاورين ولاشك أن مؤتمر الحوار ولجانه مستوعبة لها لأن المشاركين في لجان مؤتمر الحوار هم خلاصة مثقفي اليمن الموحد:
أولا: أن تقسيم اليمن إلى عدة دول اتحادية أو كونفدرالية ليس هو الحل لأن مراكز القوى القبلية والحزبية في الشمال أو الجنوب سوف تستحوذ على كل إقليم سواء في الشمال أو الجنوب وسوف تكون مخرجات التقسيم هي نفس مخرجات المركزية. ثانيا: أن مرض الفساد الذي يسري في المجتمع اليمني سوف يسري إلى الدولة الاتحادية أو غيرها من المسميات الدستورية. ثالثا: أن الإرهاب لا يعيش إلا في ظل الاستبداد والكبت ونخشى أن تلجأ القوى الحزبية والقبلية والعسكرية إلى الكبت والاستبداد اعتقادا منها أن هذا هو الحل. رابعا: الحل ليس هو حرق مراحل تطور المجتمع والحل هو بناء الإدارة المحلية أو الاتحادية مرحليا على مستوى كل إقليم أو محافظة مع توفير كافة إمكانيات البناء من الأموال والأنظمة والقوانين والكوادر المدربة على المستوى المركزي واللامركزي والقضاء على الفساد بكافة أنواعه. ولا يتأتى هذا إلا برفع الوعي المجتمعي وهذا يحتاج إلى وقت طويل. خامسا: أن تطبيق الدستور وتفعيل القوانين لا يتسنى إلا من خلال تفعيل القضاء العادي والقضاء الدستوري والقضاء الإداري والقضاء الجنائي وسيقال إنك تدعوا إلى مجتمع مثالي إلا أن وعي الشعب سوف يحقق نوع من العدالة الاجتماعية ودولة القانون والنظام..
أخي القارئ الكريم …
الشحر ذكرت في بلدان اليمن عند ياقوت الحموي – للقاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع – بكسر أول حرف منها وسكون الحرف الثاني وقال: الشöحúر الشبط وهو صقع على البحر من ناحية اليمن والشöحúر: وردت في قواميس اللغة (“شمس العلوم” لنشوان الحميري و”لسان العرب” لابن منظور) بأن الشöحúر: الشط والشöحúرة الشط الضيöق والشöحúر ساحل البحر بين اليمن وعمان قال ابن دريد: أحسبها يمانية قال الأزهري: في أقصاها وقال ابن سيده: بينها وبين عمان. قال العجاج:
رحلت من أقصى بلاد الرحلö
من قللö الشöحúر فجنúبيú موúكلö
وتقع مديرية الشحر في محافظة حضرموت على البحر العربي وتبعد عن المكلا بحوالي 60كم يحدها من الشمال مديرية غيل بن يمين ومن الجنوب البحر العربي ومن الشرق الديس ومن الغرب مديريتا غيل باوزير وغيل بن يمين. وتبلغ مساحتها 2855كم2 وتضم المديرية 60 قرية تشكل مركزا سكانيا واحدا هو عزلة الشحر ويبلغ عدد سكانها 73.549 نسمة وفقا للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 2004م.
مدينة الشحر
ذكرها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) في عدة مواضع مما يدل على أنها من المدن اليمنية التاريخية القديمة وقد ذكرها الدكتور حسين بن عبدالله العمري في الموسوعة اليمنية بأنها بلاد الأحقاف وقد أجرت البعثة الآثرية الفرنسية تنقيبا أكدت فيه أن مدينة الشحر كانت قائمة منذ بدء الدولة العباسية 132هـ.
ولمدينة الشحر العديد من الأسماء مثل: سمعون نسبة إلى وادي سمعون واسم الأشجار واسم الأحقاف وقد ذكرت في العديد من المراجع التاريخية بأن مدينة الشحر كانت تعرف قبل الإسلام بمدينة السوق وأن الملاحين اليونانيين كانوا يقدمون إليها في القرن الثالث الميلادي وحضرموت ولا سيما الشحر من أكبر البلاد التجارية القديمة ويذهب المستر جيان Mr. Guillain في الدورية الخاصة بحضرموت والتي تصدرها جمعية أصدقاء علي أحمد باكثير في القاهرة إلى أن العرب قد أمسكوا بزمام التجارة البحرية منذ قديم الزمان وخاصة في الشرق ويقول الدكتور عبدالوهاب عزام بك أن (أهل اليمن وحضرموت والشحر هم تجار العرب وأولوا السفر والاغتراب منذ العصور الأولى) وقد لعبت مدينة الشحر دورا مميزا في الحركة التجارية بين اليمن والعالم القديم المتمثل بالحضارة الفرعونية والرومانية والإغريقية والتي كان البخور واللبان يستخدم في طقوسهم الدينية في معابدهم.
وقد ذكرت الشöحر عند بعض المؤرخين كمنطقة في ساحل البحر العربي وعرفت كمركز تجاري لتجارة البخور والتوابل واللبان والعنبر فهي مع