فضل العشر الأواخر من رمضان

فضيلة الشيخ الدكتور صلاح السيد ناجي

فضيلة الشيخ الدكتور /صلاح السيد ناجي –

الحمد لله رب العالمين فضل بعض الأزمان على بعض وبعض الأماكن على بعض وبعض الناس على بعض بل وبعض الأنبياء على بعض والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وخاتم رسل الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن شهر رمضان أفضل الشهور عند الله تعالى ونال هذا الشهر أفضليته ومكانته لأنه الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) سورة البقرة : 185. والقرآن أنزله الله في ليلة القدر التي هي في العشر الأواخر من رمضان قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) سورة القدر: 1.
ومن هنا كانت العشر الأواخر من رمضان أفضل الأيام لأن فيها أفضل ليلة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر في العبادة والطاعة لله تعالى ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخلت العشر أحيا ليلة وأيقظ أهله وجد وشد مئزره صلوات الله وسلامه عليه .
أي كان يقوم الليل كله في العشر الأواخر من رمضان لما له من فضل ومنزلة بين الأزمان ورجاء أن يصادف ليلة القدر.
وفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا توجيه للأمة كلها لأن تجتهد في العبادة والطاعة في الشهر كله وفي العشر الأواخر منه بالذات كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان من سنته في العشر الأواخر الاعتكاف فيها في المسجد لمداومة الطاعة والعبادة وحتى لا يشغله شيء عن طاعة الله في هذه الأيام.
وكان من سنته أيضا صلى الله عليه وسلم أن يوقظ أهله للصلاة بالليل والقيام لله تعالى وليعلم الأمة ضرورة أن يهتم الراعي بالرعية لأنه مسؤول عنهم بين يدي الله تعالى فكما يهتم بطعامهم وشرابهم ودوائهم وكسائهم فكذلك يهتم بطاعتهم لله تعالى وخصوصا في هذه الأيام أيام العشر الأواخر من رمضان التي فيها ليلة القدر التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) نسأل الله أن يوفقنا للطاعة في رمضان وفي العشر الأواخر منه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

● عضو بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية

قد يعجبك ايضا