المواظبة على الصلاة تفيد مرضى دوالي الأوردة
الثورة
الثورة –
العمل والنشاط مطلوبان في رمضان وفق ضوابط وحدود معينة يستبعد معهما العوامل المؤثرة سلبا على الصحة كتلك التي تلحق الضرر بمرضى دوالي الأوردة على اختلاف نوع ودرجة الإصابة.
غير أن المشكلة تكمن في عدم وعي ومعرفة الكثيرين بمرض الدوالي على الرغم من شيوعه في المجتمع وإن ظهر فيهم بداية يغضون الطرف عنه – لا مبالين – ثم بمرور الوقت يستفيقون من غفلتهم على وضع مزر ينغص العيش وقد ساءت أحوالهم وأنهكتهم الآلام.
يطلعنا الدكتور/ محمد ياسين الدبعي- استشاري الجراحة العامة وجراحة الأورام على مشكلة دوالي الأوردة وأسبابها ومسبباتها وعوارضها ومضاعفاتها مبديا نصائح وإرشادات كثيرة تعود بالفائدة والنفع على المصابين بهذا المرض مشمولة بما يعود به الصيام وتعود به الصلاة جميعها في رمضان من فوائد على هؤلاء المرضى حيث يقول:
دوالي الأوردة عبارة عن توسع وتمدد جدران الأوردة الدموية السطحية ويمكن حدوثه في أي موضع بالجسم. فهناك دوالي (المريء- جدار البطن- المهبل- الخصية- الساقين..إلخ) وتنقسم إلى :
1- دوالي الشعيرات العنكبوتية: تكون فيه الشعيرات الدموية رفيعة متشعبة كأرجل العنكبوت داخل الجلد.
2- الدوالي الحقيقية: تكون فيه الأوردة متسعة كحبال ممتدة ومتجعدة تحت الجلد زرقاء اللون أو بلون الجلد وتنقسم بدورها من حيث نشأتها إلى:
أ- دوالي أولية: لا يصاحبها أي مرض آخر وتنشأ نتيجة تلف وضعف الصمامات الموجودة بداخل الأوردة الدموية والتي تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد إلى الأعلى باتجاه القلب مانعة ارتجاعه إلى الأسفل. حيث إن تلفها يؤدي إلى ارتجاع الدم إلى الأسفل وتراكمه فوق الصمام الواقع أسفل منها وارتفاع الضغط في المنطقة الواقعة بينهما مسببا تمدد وتوسع وانتفاخ جدارها وبروزه تحت الجلد. كما يؤدي لاحقا إلى تلف الصمام التالي.
ب- دوالي ثانوية: تنشأ بسب انسداد الأوردة الدموية العميقة نتيجة جلطة بداخلها أو ضغط الأورام عليها من الخارج ويفتحها الجسم كطرق بديلة لمرور الدم باتجاه القلب.
وتعد دوالي الساقين أكثر الأنواع انتشارا إذ تبلغ نسبتها في الرجال (15%) وفي النساء (25%) ويعتبرن الأكثر تأثرا من تبعاتها لما له من تأثير سلبي على الحالة الجمالية تسببه بتشوه في الساق في أحيان كثيرة عدا عن ذلك أنها تتسبب بالعديد من الأعراض والمضاعفات.
ثمة عوامل متعددة تساعد على حدوث الدولي تتضمن: الاستعداد الوراثي- المهن التي يتطلب أداؤها الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة- التقدم في السن- الحمل المتكرر- الولادات المتكررة – النوع – زيادة الوزن- ارتداء الملابس الضيقة لاسيما عند البطن كالمشد(الكورسيه).
بينما نجد أن نسبة الإصابة بالدوالي الأعلى عند النساء مقارنة بالرجال.
وتبدأ دوالي الساقين بالظهور من خلال بعض الأعراض البسيطة التي تتضمن الشعور بألم خفيف أو وخز أو ضيق وثقل وسخونة بالساقين عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة وأيضا حكة في منطقة الوريد المتسع وتورم الكاحلين وتغير لون الجزء الداخلي منها وخاصة مع نهاية اليوم وحدوث تقلصات بعضلات السمانة (العضلة الخلفية للساق) خاصة أثناء النوم ليلا.
إضافة إلى ظهور(أكزيما جلدية) قد تؤدي لاحقا إلى حدوث تقرحات وريدية مزمنة ثم مع مرور الوقت تتفاقم الأعراض وتتزايد شدة الألم عند الوقوف فتصبح الحكة مستمرة ويمتد التورم إلى القدمين إلى جانب حدوث انفجار للأوعية الدموية مسببا ترسب الصبغات وتلوث الجلد.
قد تتسبب الدوالي بمضاعفات تؤدي إلى ظهور أعراض جديدة فعند حدوث التهاب تخثري في الوريد أو جلطة سطحية فإنه يحمر ويتورم ويصبح صلبا شديد الألم وعند حدوث جلطة في الأوردة العميقة تتورم السمانة (العضلة الخلفية للساق) وكذا الفخذ.
لا يمكن منع حدوث الدوالي تماما إنما يمكن تقليص حدوثها وننصح الصائمين -هنا- بالمواظبة على أداء الصلوات المفروضة والمسنونة والنافلة في هذا الشهر الكريم ففيها فوائد صحية عظيمة تضاف إلى فوائدها الروحانية باعتبارها تمنع تراكم الدم في الساقين وتحد من الإصابة بدوالي الساقين كما تخفف من أعراضها وتمنع تفاقمها.
بالإضافة إلى خفض الوزن الذي بدوره يساعد على التخفيف من وطأة المشكلة على مرضى الدوالي.
ويمكن الحد من أعراض الدوالي عموما أو التخفيف من حدوثها ومنع تفاقمها وكذا علاج الحالات البسيطة منها عبر منع تراكم الدم في الأطراف السفلية من خلال الإجراءات الشخصية والوسائل التحفظية التي تشمل:
– ممارسة التمارين الرياضية (كالمشي – الجري – السباحة) والتي تعمل على تحسين وظيفة المضخة العضلية- أي تحسين ضغط العضلات على جدران الأوردة- لتعمل على صعود الدم إلى الأعلى باتجاه القلب ومنع تراكمه في الساقين.
– رفع الساقين أعلى من مستوى القلب خلال اليوم بعد فتر