فن اﻻقتباس .. رؤى وزوايا مغايرة للحياة
المقالح عبدالكرﯾم
المقالح عبدالكرﯾم –
– تقع الرواﯾة عادة داخل رسم الشخصﯿة.. أما السﯿنارﯾو فﯿتعامل مع «الخارجﯿات» التفاصﯿل المرئﯿة.
– ﯾجب أن ﯾكون اﻻقتباس من رواﯾة «تجربة بصرﯾة» مع المحافظة على الخط اﻷساسي للقصة.
ﯾتمتع كاتب السﯿنارﯾو بمرونة فائقة في معالجتª للزمان والمكان.
ثمة فروق جوªرﯾة تفصل بﯿن الرواﯾة والسﯿنارﯾو كشكلﯿن مختلفﯿن.. فبﯿنما تتعامل الرواﯾة مع «الحﯿاة الداخلﯿة» للشخصﯿة.. أفكارªا.. مشاعرªا.. انفعاﻻتªا.. وذكرﯾاتªا الواقعة ضمن المشªد الذªني الداخلي للفعل الدرامي.. مثﻼ في الرواﯾة قد ﯾكتب حدث ما ﯾوصل المونولوج الداخلي للفعل الدرامي. ﯾقول سﯿد فﯿلد: (تستطﯿع في الرواﯾة أن تكتب المشªد نفسª في جملة واحدة أو فقرة أو صفحة أو فصل.. واصفا الحوار الداخلي ﻷفكار الشخصﯿة ومشاعرªا وانطباعاتªا.. تقع الرواﯾة عادة داخل رسم الشخصﯿة).
وعلى العكس نجد السﯿنارﯾو ﯾتعامل مع «الخارجﯿات» التي ªي أساسا تفاصﯿل مرئﯿة :
طفلتان تلعبان نط الحبل في الشارع..
رجل ﯾصعد الباص..
سﯿارة المدﯾر تدخل حوش المدرسة..
وªو ما ﯾجعل من السﯿنارﯾو قصة لكن تروى بالصور الموضوعة داخل سﯿاق خاص من البناء الدرامي.
وعلى خﻼف النص اﻷدبي المكتوب عادة بالفعل الماضي.. حﯿث (المؤلف ﯾروي حدثا في الماضي وﯾقوم من آن إلى آخر بتقدﯾمª) حسب إنجا كارﯾتنﯿكوفا نجد السﯿنارﯾو أو (كل ما في السﯿنارﯾو ﯾكتب بالفعل المضارع) كما تضﯿف كارﯾتنﯿكوفا.
وﯾتمتع السﯿنارﯾست – كاتب السﯿنارﯾو – بمرونة فائقة ﻻ تقارن في معالجتª للزمان والمكان.. حﯿث بامكانª – حسب كارﯾتنﯿكوفا – (ضغط الزمن أو مده.. كما ﯾمكن قطع تدفق اﻷحداث أو عكس اتجاªªا عند أي نقطة) اﻷمر الذي ﯾخلق اختﻼفا بﯿن السﯿنما واﻷدب على صعﯿد معالجة الزمان/ المكان.. ففي السﯿنما نجد أن (الزمان ﻻ ﯾنفصل عن المكان) كما ترى كارﯾتنﯿكوفا.. أما في اﻷدب فªناك امكانﯿة للفصل بﯿنªما.. إضافة إلى امكانﯿة (استبعاد عنصر المكان من السرد كلª)
فإذا كان ثمة شخصﯿة في القصة تكتب رسالة (فإن المؤلف ªنا ﯾركز فقط على التجربة النفسﯿة لªذا الشخص.. دون اﻻªتمام ب “أﯾن” ﯾدور ªذا.. أما في السﯿنما ﯾلزم لªذا الشخص أن ﯾتخذ مكانا لª.. حجرة أو مكتبة) حسب كارﯾتنﯿكوفا.
لذا وعند اﻻقتباس من رواﯾة كما ﯾشدد سﯿد فﯿلد (ﯾجب أن ﯾكون اﻻقتباس تجربة بصرﯾة.. ªذه مªمتك ككاتب للسﯿنارﯾو.. ﯾنبغي أن تبقى أمﯿناعلى «وحدة»/ مادة المصدر).
إن كاتب السﯿنارﯾو – حسب توضﯿح كارﯾتنﯿكوفا – ﯾقوم بدور الوسﯿط (بﯿن عالم اﻷدب اﻹﯾªامي والداخلي وعالم السﯿنما الطبﯿعي والخارجي .. وكاتب السﯿنارﯾو مثلª مثل المؤلف – الروائي – ﯾستخدم الكلمات ومثلª مثل السﯿنمائي ﯾفكر في صورة مرئﯿة وﯾلزم كل كلمة أن ﯾراªا القارىء).. وªكذا فإن السﯿنارﯾست وعندما ﯾتحدث عن الشخصﯿات وحﯿواتªا الداخلﯿة (ﯾعبر عنª من خﻼل ما ﯾفعلونª وما ﯾقولونª فقط).
لذا فإن الخط القصصي ªو المحور اﻷساس لﻼقتراب من المصدر.. تقول كارﯾتنﯿكوفا: (ﯾحافظ كاتب السﯿنارﯾو على الخط الرئﯿسي للحبكة وعلى الروابط السبب@