المعاناة والمبدع
أحمد ناجي أحمد
أحمد ناجي أحمد –
ثمة تعقيدات تكتنف المبدع في علاقته بواقعه وفي هذا السياق فإن الظرف الاقتصادي والنفسي للمبدع يجعل من الواقع رافعة سلبية تتحمل مسؤوليتها في إحباط المبدع.
ولعل قراءة بسيطة لمفردات الإبداع في علاقتها بتلك العلاقة التي تميز المبدع اليمني في تحديه الجسور لقسوة الحياة من حوله سوف تكشف لنا أن جزءا كبيرا من تخلف الواقع الاجتماعي والسياسي هو هذه الظروف القاسية والصعبة التي يعيشها المبدعون اليمنيون.
وإذا افترضنا أن أكثر من ثلاثة عشر مليار ريال يمني من ميزانية الدولة منذ قيام الثورة وحتى الآن كانت تذهب لتنمية الثقافة المدنية والديمقراطية بدلا من ذهابها لتنمية الجانب المتخلف في اليمن فإن وضع اليمن سوف يكون نموذجيا ومثاليا ولتسابق الناس في صناعة الجمال بدلا من هذا السباق الموتور في تدمير خطوط الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز والذي يعد تراكما طبيعيا لتنمية الجانب المتخلف ودعمه ماديا ومعنويا من قوت الناس وميزانية الدولة.
إن واجبا كبيرا ينتظرنا في ترسيخ القيم المدنية يبدأ من الاهتمام بالمثقف والمبدع والاستثمار في هذا المجال سوف يكون من شأنه القضاء على هذا الإحباط الذي يواجه المبدع وسوف يكون من شأنه صناعة مجتمع أكثر جمالا وروعة وبهاء.