الحوار البناء لغة العصر
علي العماري
علي العماري –
تنتصب اليوم أمام أعضاء المؤتمر الوطني الشامل تحديات جسام ومهام عظام من شأن الحسم فيها تحديد الوجهة الصحيحة ليمن المستقبل والخير والمحبة والسلام.
ومن أهم ملامح معركة الحاضر وضع أسس بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة وتحديد شكل الحكم المستقبلي القادم من خلال دستور عصري شامل يستوعب الجميع ولا يتكئ على عصا الدين لتقويض عرى الآخر وتخويف وتخوين وتكفير المعارضين وحتى جواز قتلهم.
وبوجود الدولة الوطنية القوية والعادلة يستعيد المجتمع عافيته وتترسخ لدى أفراده قيم الأخلاق والمكارم والتسامح والإعمار وتزول المظالم والرشاوي والمفاسد وتنتهي عوامل الفرقة وأسباب الاستقوى بالمال والسلاح والقبيلة ويسود الرضاء والإزدهار والأمن والاستقرار.
نحتاج يا أخوة الحوار دستورا ضامنا للحريات العامة والمواطنة المتساوية.. دستورا يعالج قضايا الإنسان على وجه البسيطة ويحل مشاكله في الدنيا ولا حاجة لخلط الأوراق الدينية بالدنيوية وأغراض سياسية يكفي استخدام الدين مظلة للاستئثار بمقررات الوطن ونهب ثرواته بينما المواطن العادي يلهث وراء نعيم الآخرة.
على المتحاورين أن يعوا جيدا المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقهم لإخراج الوطن من دائرة العنف والتخلف والفوضى والفقر للمضي قدما لتحقيق أماني وتطلعات الشعب بالتركيز على القضايا الجوهرية والابتعاد عن المهاترات الحزبية الجانبية.
دعوة لغة العنف اللفظي والجسدي جانبا هذا اسمه حوار والحوار له قواعد وإيقاعه المضبوط والحلول لا تأتي عن طريق الصراخ والعراك والاشتباك بالأيدي والأرجل بغيه إرهاب الآخر للحصول على مكاسب أكبر فالكعكة قابلة للقسمة بين جميع أبناء الوطن وبالتساوي.
كل أطياف المجتمع حاضرة على المسرح السياسي والقضايا الآنية والمؤجلة منذ نصف قرن مطروحة على طاولة الحوار لمناقشتها بشفافية ويبقى على الأطراف المتحاورة استخلاص الصبر والدروس من التجارب السابقة لضمان الخروج بمقررات تنقل البلد إلى ضفاف المستقبل الآمن.
الحوار لغة العصر وخيار الشعوب المتحضرة الحريصة على حل مشاكلها بالوسائل الديمقراطية وعلينا الآن كيمنيين أن نجيد فن الحوار الجاد والبناء والطرح الموضوعي الواعي الهادف وأن نقبل بأمر التباين والاختلاف في الرؤى والمواقف إذا كانت من أجل اليمن.
نحن أمام اختبار صعب لكن مسألة اجتيازه لا تتطلب معجزة وقوة خارقة وإنما القليل من النوايا الحسنة وحنكة سياسية وشجاعة أخلاقية.