كابوس الخلافات في هيئة مستشفى ذمار العام
علي محمد الجمالي
علي محمد الجمالي –
بينما أنا أفرغ من صلاة المغرب.. في إحدى أيام العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك.. إذا بي اسمع صراخ الأخ وداعي استغاثة الأولاد.. يدعونني للحاق وإسعاف ابنتي المصابة بالإغماء.. دون سابق إنذار.. وإذا بالحدث يقع على رأسي وقوع الصاعقة.. فارتعدت فرائصي خوفا على صغيرتي.. التي كادت أن تفارق الحياة.. وبعد أن تخبطت في تقديم أي إسعاف أولي لها.. إذا بالموضوع يزيد سوءا.. وإذا بي أهرول أنا وأفراد أسرتي.. إلى مستشفى ذمار العام.. الذي تحول إلي هيئة لم تأت ثمارها المرجوة.. بسبب الخلافات بين كل من رئىس الهيئة وبين بعض العاملين في المستشفى.
وإذا بالأقدار تجعلني أتصل هاتفيا.. بالدكتور الإنسان عبدالرقيب الغباري أخصائي باطنية وأمراض صدرية.. وإذا به يتفهم محنتي.. ويطلب مني التوقف لأخذه معنا وبصحبة إبنتي المريضة إلى هيئة مستشفى ذمار العام.. وإذا بالدكتور الإنسان عبدالرقيب الغباري يجري الإسعافات الأولية لأبنتي ولحالات إسعافية لحادث مروري.. أتى في نفس اللحظة.. من طريق صنعاء تعز التي عدد الحوادث المرورية يصل إلى العشرات أسبوعيا.
وللأسف أن الخلافات في الهيئة.. تتسبب في التقصير وعدم توفير الإسعافات الأولية أو الحفاظ على ممتلكات الهيئة ومنها «رؤوس» أسطوانات الأكسجين.. وإذا بالدكتور عزيز الزنداني رئيس هيئة مستشفى ذمار العام يفيدني بأنه تم صرف رؤوس خاصة بالأكسجين إضافة إلى توفر إسطوانات الأكسجين.. إلا أن بعض العابثين هم السبب وراء هذا التردي والإهمال.. وبالفعل فقد تواجد المختصون في قسم الإسعاف ووفروا إسطوانة الأكسجين والرأس الخاص بها.. وقد اهتم مشكورا نائب المدير العام للشؤون الفنية الدكتور عبدالله الحداء بحالة أبنتي وبالحالات التي تم إسعافها في نفس اللحظة.. وتم توفير القطن والشاش وغيره بعد أن وصل إلى مسامعي أنها ليست موجودة.. ثم بعد ذلك وجدت.. ولا أدري ما سبب هذه الإخفاءات ولعل الخلافات والشلل.. وصل إلى حد القطن والشاش والمستلزمات الإسعافية الضرورية للمرضى..
المهم في الموضوع أنه منذ أن رفعت يدها محافظة ذمار والمجلس المحلي وأعضاء هيئة مستشفى ذمار العام والمجلس المحلي وأعضاء المجلس الطبي ووزارة الصحة.. وتركوا هيئة مستشفى ذمار العام تغرق في الخلافات والمصالح الخاصة بين الموظفين على المستحقات المالية.. ودوامة من يعمل ومن لا يعمل وتركوا هيئة مستشفى ذمار العام والموظفين في الهيئة بمختلف أعمالهم وأعمارهم.. يتحولون إلى شلليات..ومصالح كل ذلك زاد الطين بلة وضاع من يعملون من الدكاترة والفنيين والممرضين والممرضات والإداريين المتميزين في أعمالهم.. بمن فيهم المرضى الضحية الأولى في هذه الخلافات.. كلهم ضاعوا في رحمة هذه الخلافات وتناميها وتوسعها وللأسف أن كل إدارة جديدة في المستشفى تعاني من هذه الإشكاليات والمشكلات.
وأنا هنا لن استعرض وجهات النظر المختلفة بين الفرقاء التي سمعتها أثناء تواجدي داخل المستشفى.. فكل طرف يبرر لنفسه ويرى أنه على الحق.. سواء رئيس الهيئة أم الأطباء والفنيين أم الموظفين الإداريين أم أعضاء النقابة.. ولذلك أرى ضرورة التدخل الفوري من قبل محافظ المحافظة والأمين العام للمجالس المحلية ومن قبل مدير عام مكتب الصحة في المحافظة ومن قبل وزارة الصحة وذلك لتشكيل لجنة لبحث المشكلات.. وأسبابها.. ودفع حقوق ومستحقات من يعملون في المستشفى.. من الفنيين أولا ثم الإداريين وإنصاف كل بما يستحق ومعرفة من هم قوى فايضة ليتم إحالتهم إلى مكتب الصحة طبقا للتدوير الوظيفي.. مع ضرورة توفير مستلزمات المستشفى.. وتوفير الأجهزة اللازمة فيه.. وحصر الأجهزة على ميزانية الهيئة.. وصرفها في الاحتياجات الضرورية ومنع استئثار أي أحد بمبالغ مالية لا يستحقها.. وهذا سيكون له الأثر الإيجابي ووضع حد لهذه الفوضى التي تكرر.. والتي إن طالت فستسبب في تردي الخدمة الصحية للمرضى أصحاب المصلحة الأولى.. الذي وجدوا جميع الأطراف المتنازعة من أجلهم..
الشكر كل الشكر لكل الأطباء والفنيين والممرضين والممرضات من الإخوة اليمنيين ومن الإخوة الأشقاء السوريين الذي بوجودهم ستتحسن الخدمة الطبية في المستشفى والشكر أيضا للممرضات الهنديات وكل من يعمل بصمت.. ويغلب المصلحة العامة على مصلحته الشخصية.