ايفا هوك 48-50

عبد الرحمن بجاش

 - 
وفي جبل صبر شاهدت ايفا هوك تقنية الزراعة بالمدرجات التي تردها إلى عصر ملكة سبأ ...... وفي سياق سردها لرحلتها الثانية لجبل صبر تحكي هوك أسطورة يرددها السكان حول الجبل تقول فيها: حدثني الفلاحون عن أسطورة سيد القلعة الذي كان يتزوج
عبد الرحمن بجاش –

وفي جبل صبر شاهدت ايفا هوك تقنية الزراعة بالمدرجات التي تردها إلى عصر ملكة سبأ …… وفي سياق سردها لرحلتها الثانية لجبل صبر تحكي هوك أسطورة يرددها السكان حول الجبل تقول فيها: حدثني الفلاحون عن أسطورة سيد القلعة الذي كان يتزوج من امرأة جديدة كل ليلة ولعل هذا هو السبب الذي حمل الفلاحين على إطلاق اسم ( جبل العروس ) على القمة .. ومن أهم المناظر التي انبهرت بها ايفا هوك وادي عصيفرة الذي كانت تذهب إليه على ظهر الجواد كلما أتيحت لها الفرصة.
ففي الوادي شاهدت كثيرا من عناصر الطبيعة في تعز : كالتربة والطيور والأزهار والحيوانات وحتى الأسماك !! .. وتصف حفلات النساء في تعز من خلال وصف لحفل عرس حضرته (( جاءنا صبي صغير حاملا الدعوة أنا وفاطمة ( خادمتها الصومالية) .. وحالما وصلنا تعرضت آذاننا لأزيز الأحاديث والغناء الرتيب وايقاع الطبول .. وفي الغرفة احتشدت نحو خمسين امرأة يتسربلن بالحرير والمخمل والقصب ويجلسن على الأرض .
وقد ازدانت اعناقهن وآذانهن واذرعهن وكواحلهن بأثقل الجواهر ووضعن أزاهير الزينيا الحمراء والصفراء والورود القرمزية في شعورهن وطوين ضفائرهن في عصائب مطرزة بالفضة .. وقامت امرأتان بالرقص على نغمات الطبول والدفوف في مساحة صغيرة عارية لا تزيد عن الياردة المربعة وكان يصاحبهما في الرقص غناء من مغنية مخضرمة ترتدي لباسا احمر فاقعا .. وأدت الراقصتان دورهما بكثير من التركيز والجد وكانتا تخطوان وعيونهما على الأرض بضع خطوات صغيره مشفعتين هذه الخطى بحركات جسدية رشيقة وقد حركتا خطواتهما مرة إثر مرة وقد تحكمتا في عضلاتهما دون أن تخلا بانسجام الايقاع الموسيقى وكلما طال أمد الرقص ازددت انجذابا إلى سحر هذه الحركات الجميلة الرائعة.
وتتحدث ايفا عن مكائد نساء القصر وكيف وجدت نفسها أحيانا جزءا من تلك المكائد غصبا عنها وتصف ما حدث أثناء ثورة 48 وتعامل الإمام أحمد حين كان وليا للعهد وبعد أن أصبح إماما في عاصمة الملك تعز عن شخصيته وتعامله مع الأجانب وتتحدث عن فئات اجتماعية كا ( الاخدام ) واليهود وتفصل كيف غادروا بعد إنشاء دولة إسرائيل وتصور ببراعة نمط الحياة في تعز من بائعات الخبز في السوق إلى المؤامرة التي حاكها صاحب البيت الذي كانت تستأجره وأنا قد طفت في كتيب جميل غلافه ومحتواه وهو عبارة عن عرض قام به د. مسعود عمشوش عنوانه تعز في كتاب ايفا هوك ( شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الغرب والشرق 48-50 ود. مسعود هو أستاذ الأدب العام والمقارن بجامعة عدن أهداني عمله الجميل من الغلاف مظهرا إلى المحتوى الأجمل أثناء تواجدي في تعز إبان مهرجان السعيد ابريل 2013 وايفا لوستايا هوك – حسب عمشوش – ولدت في هامبورج عام 1917 وقد دفعتها الظروف الصعبة في بلادها بعد الحرب العالمية الثانية إلى البحث عن عمل خارج بلادها وعن طريق المهندس هرمان ديتريش هانزن الذي كان في خدمة الإمام يحي ومنه عرفت أن ولي العهد احمد يريد توظيف حكيمة ألمانية لتنضم إلى الحكيمات الأجنبيات تحت نظر الحكومة المتوكلية اليمنية لمعالجة نساء القصر .. وكانت لها أيضا رغبة في دراسة الإنسان اليمني … قدمت ايفا وصفا جميلا لكل مناحي الحياة في الفترة التي قضتها في تعز التي بعد أن تركتها مرت على عدن وهناك حصلت على عرض للعمل في شبام حضرموت حتى 1957م وأسست مستشفى فيها ونالت وسام ( عضو الامبراطورية البريطانية) …في العام 1995م ودعت الحكيمة هذا العالم في مدينة لوراخ الصغيرة كان عمرها 78عاما .
الكتيب من إصدارات جامعة عدن …جدير بالقراءة … والكتاب الأصل إن وجد فهو أيضا جدير بالاقتناء.

قد يعجبك ايضا