ظاهرة الزواج المبكر خطر على حياة الأم الحامل وجنينها
تحقيق : زهور السعيدي

تحقيق : زهور السعيدي –
تتزايد في اليمن نسبة أعداد الصغيرات اللاتي يحملن بسن مبكرة بسبب الزواج المبكر والتي زادت هذه الظاهرة برغم التوعية المستمرة من قبل الأخصائيين والذين يرون في زواج الصغيرة طريقا إلى الأمراض الخطيرة التي تصاحب هذه الصغيرة وأهمها مضاعفات الحمل والولادة والتي قد تؤدي بها إلى الوفاة .
“الأسرة” ناقشت هذه الظاهرة من كافة الجوانب وطرحت رأي الأطباء حول هذه الظاهرة ومخاطرها على صحة الأم والجنين إلى التفاصيل:
غدير نجم الدين تبلغ 20 سنة ولديها أربعة أطفال قالت: تزوجت وكنت ابلغ 14 سنة من عمري وحملت بعد الزواج بشهرين ولدت ابني البكر بعملية قيصرية بسبب ضيق الرحم عندي لأني كنت طفلة حينها وظللت أسبوعا في المستشفى وما زلت أعاني من الأمراض إلى الآن والآن منعت من الحمل نهائيا وطلب مني الأطباء أن استأصل الرحم نهائيا بسبب القرحة الشديدة فيه.
أما أماني حمود 16 سنة قالت: تزوجت وعمري 13 سنة وحملت ثم مات الجنين في بطني ولم اشعر بموته إلا بعد 3 أيام عند تورمت بطني فقد كنت أجهل أن علي مراجعة أخصائية النساء والولادة بشكل دائم أثناء الحمل ثم أجريت لي عملية استئصال الرحم وحرمت من الإنجاب.
نجيبة سعيد 15 سنة ـ لديها طفل يبلغ 8 شهور قالت والدتها : لقد تزوجت ابنتي وهي طفلة والآن لديها ولد ولا تعرف كيف تتعامل معه ولا كيف تطعمه ولا كيف تربيه وأنا اهتم الآن بابنتي وطفلها لأنها دوما تظل تلعب مع أخواتها الصغيرات تاركة ابنها دون رضاعة ولا اهتمام .
مخاطر نفسية واجتماعية
الدكتورة علوية أحمد طبيبة عامة توضح أن الحمل المبكر قد يؤدي إلى وفاة الأم لأن حملها غير مناسب لتحمل جنينا في أحشائها كما أن وعيها غير كاف بالحمل والولادة والطفل ولأنها طفلة فهي لا تستطيع أن تتعامل مع حملها بشكل طبيعي فقد يرتفع ضغطها وهي لا تعلم كيف تتعامل معه كما أن عدم وعيها يؤدي إلى تقصيرها في متابعة الأطباء أثناء الحمل فقد يحدث لها تسمم الحمل وهي لا تعلم وأيضا قد تؤدي ولادتها إلى انفجار الرحم بسبب الجهل بالحمل والولادة.
وتضيف الدكتورة علوية أن الزواج المبكر والحمل المبكر أحد أسباب سرطان عنق الرحم والذي تهيج ويحدث تهيج للخلايا التي ممكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية والسن الأنسب للمرأة لكي تنجب هي سن ما بعد العشرين سنة حتى تستطيع المرأة أن تكون واعية بما فيه الكفاية ومتحملة مسئولية إنجاب الأطفال وتربيتهم التربية الجيدة.
تؤدي إلى الوفاة
وتحذر الدكتورة فتحية الشهابي أن حمل الصغيرات يحمل في طياته الكثير من المخاطر على الأم والجنين ويمكن أن يموت الطفل أو الأم إذ أنه لا يوجد حضانة للجنين مثل رحم أمه وتعتبر أفضل عناية للجنين هي البقاء في الرحم حتى يقترب عمره من فترة الحمل الطبيعية وان تتم الولادة قرب الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل إلا إذا حدثت ولادة مبكرة بسبب أو آخر أو كان هناك خطر على الأم الحامل أو الجنين مما يجعل التعجيل بالولادة أمرا ضروريا.
كلما كان عمر الجنين أقرب إلى الحمل الكامل كلما قلت المشاكل والمضاعفات وأنه كلما كان الخديج صغيرا في العمر والوزن كلما كثرت المضاعفات والأسباب أما عن أسباب الولادة المبكرة فيمكن تقسيمها إلى أسباب متعلقة بالجنين نفسه أو أسباب متعلقة بالمشيمة أو الرحم أو أسباب خاصة بالأم.أما عن الأسباب المتعلقة بالجنين فتشمل الحمل المتعدد (التوائم) أو التشوهات الوراثية
أو أمراضا تسبب تجمع السوائل في جسم الجنين وذلك بسبب أمراض مختلفة مثل أمراض التمثيل الغذائي. وأما الأسباب الناتجة عن المشيمة فتشمل المشيمة المتقدمة أو انفصال المشيمة المبكر.أما الأسباب التي تصيب الأرحام فتشمل الرحم ذي القرنين أو اتساع عنق الرحم المبكر.والأسباب التي لها علاقة بالأم فتشمل على سبيل المثال وليس الحصر: تسمم الحمل والأمراض المزمنة التي تصيب الأم مثل أمراض القلب والكلى ومنها:
إدمان التدخين والمخدرات.وبهذه المناسبة أحب أن أنبه على خطورة التدخين على المرأة الحامل فكما يشمل الضرر المعروف على الأم الذي من أهمه المشاكل التنفسية والقلبية فهناك أيضا ضرر بالغ على الجنين مثل حدوث الولادة المبكرة أو صغر حجم الوليد عند الولادة وإن كان الحمل كاملا.وهناك أسباب أخرى كثيرة للولادة المبكرة إضافة إلى ما ذكر سابقا مثل انفجار الأغشية التي حول الجنين أو زيادة كمية السائل الامنيوسي كما أن هناك مشكلة تتعلق بالفتاة إذا كانت طفلة غير قادرة على الحمل وخاصة إذا كانت في سن اقل من 18 سنة .
وقد وجد أن هناك علاقة بين الولادة المبكرة وبين أمور كثيرة مثل انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة ومثل الحمل المتتابع بدون فترة راحة وتزيد الولادة المبكرة للمرأة التي سبق لها أربع فترات حمل ولو كانت طبيعية.
الد