هل تعود مصر¿

عبد الرحمن بجاش

 -  
لم ولن أنسى ما قاله صلاح عيسى يوما فقد قالها : مصر بدون الأمة العربية تخسر .. وبالمقابل العرب بدون مصر تائهون أو بالمختصر المفيد بلا شم ولا طعم ولا رائحة, وحين قلت
عبد الرحمن بجاش –

لم ولن أنسى ما قاله صلاح عيسى يوما فقد قالها : مصر بدون الأمة العربية تخسر .. وبالمقابل العرب بدون مصر تائهون أو بالمختصر المفيد بلا شم ولا طعم ولا رائحة, وحين قلت وبتواضع وبفهمي المحدود أن قرار قطع العلاقة مع سوريا غلطة استراتيجية فظيعة, كنت أنظر للأمر من زاوية مصر, وبمتابعتي لقضية سد النهضة ندمت أن افريقيا ضاعت من مصر!, فمصر قائدة, ويجب أن يكون لها كلمة في كل ما يحدث في المنطقة, ومن لا يدرك ذلك فهو أعمى البصر والبصيرة وتبعا لذلك فهي أكبر من الأخوان والإنقاذ لكنها كبيرة بحجم الشعب الذي وصفه الرئيس المؤقت بالسيد القائد ولأن مصر كبيرة وعظيمة فلا بد أن تعود إلينا كبيرة عظيمة بكل مكوناتها وبكامل الصورة التي رأيناها بصرا وقرأناها كلمة لا بد أن تعود قائدة للمنطقة كلها وهو ما يحرص جزء كبير من المنطقة ألا يتحقق نريد مصر تعود كعادتها لا تحقد على أي من أبنائها حتى وإن أصابتهم حمى الشطط ولا المستفردين بكل شيء ومن يريدونها حوضا متوسطية, ونريدها عربية يبدأ تاريخها بنا وبها نكبر مصر لا يمكن إلا أن تظل كبيرة رغما عمن حاول أن يصغرها ويحولها إلى دولة تستجدي هذا وتلاحق ذاك وهي أكبر من هذا وذاك ومصر التي نعرفها مصر الشعب الذي خرج وقال كلمته وحين يقولها فعلى الجميع أن يمارس فضيلة الصمت ويقول: حاضر ولا غيرها ولا أدري كيف يمكن للبعض أن يقول أن شعبا ينقلب على فئة, فمن الأكبر هو أم هي¿.
الآن هناك من يخوفنا بالحرب الأهلية وهذا لن يكون لأن خصائص المصريين وترسخ الدولة في العمق المصري فتمنح اللحظة كل الأمان يقولون جزائر أخرى .. نقول: لا يمكن فالجيش لم ينقلب على الشعب ولم يستول على سلطة والمشهد الذي في وسطه ألقى السيسي بيانه خير دليل ولم يوجد في التاريخ شعب يهتف لانقلاب إلا إذا دس الهتيفة وسط الجموع! وما أدراك ما الهتيفة! مصر نريدها أن تعود بدستور من أجل المستقبل وشباب لا بد أن يتسيد المشهد ولوحة في داخلها كل الألوان وقواعد لعبة واضحة لا تقوم فقط على الصندوق المظلوم بل على الشراكة وفصل بين السلطات وقضاء لا سلطان عليه ورؤية تقود إلى الأفق …وأعلام .. وليس أبواقا للتحريض والصراخ .. وحياة سياسية بدون معتقلين إلا بالقانون وأمام القضاء العادي وليس الاستثنائي وأحزاب كما قال محمود بدر يقودها الشباب ,و من هم فوق السبعين عليهم أن يدركوا قواعد اللعبة الإنسانية ويتحولوا إلى ناصحين بتجربتهم ومصر لا يمكن إلا أن تكون إلا بمكونيها الأزهر والكنيسة, ولذلك دعوني هنا أشطح وأقول عن بعد لماذا لا يكون رئيس الوزراء من الأقباط¿.
إن القادم سيكون أجمل لو كبر ت النخب بحجم خروج الشعب المصري العظيم والأمة العربية لن تعود كذلك أمة إلا بمصر أما دونها فلا يمكن .., لا نريد للعاطفة أن تجرفنا فالعبء كبير والتربص قائم ومن يريد أن يعود بها إلى الخلف حاضر وجاهز ومن يريدها أن (تقود العالم السني لمواجهة العالم الشيعي) لا يزال يحاول لكن ما يجعلني ازداد ثقة بعودتها أن الشعب بعد أن خرج للمرة الثانية لا يمكن لأي قوة بعد الآن أن تنفذ أجندتها الخاصة بها بالالتفاف عليه, نريدها أن تعود ببساطة لأن الشعب المصري يريد ذلك ومجمل الشعوب العربية بدليل التلهف خلال الأيام الماضية نريد مصر التي عرفتها.., نريد مصر أن تعود.

قد يعجبك ايضا