في ظلال الأفكار والخواطر
حسن أحمد اللوزي
حسن أحمد اللوزي –
هناك أفكار لا نتعلمها ولا نكتسبها من احد وإنما نجدها أو أنها تجدنا هي في الفرصة المواتية أحيانا يحاول الإنسان أن يستدعي الأفكار حتى تلك التي خطرت في ذهنه فيعجز عن استعادتها كأنها تدرك فواتها وانقضاء فترة استهلاكها ليس لشيخوختها أو موتها.. وإنما لعدم جدواها في الزمن المتغير! إلا إذا ربطنا فكرة المنجنيق بالصواريخ عابرات القارات! ومن ثم حرب النجوم وكلها ترتبط بالعلو.. والسرعة والقدرة على الفتك!!
نعم للأفكار وجود ذاتي ولكل فكرة بنيانها الذي يتشكل بمحض التأمل والنظر والتفاعل مع البيئة وعلاقات الحياة الخاصة والعامة.. وقاعدة الفكرة الايجابية دائما معرفة صحيحة وعلم نافع وخيال حصيف يرعى المصالح ويدرأ المفاسد..
بصورة تلقائية تلقى الفكرة وقد تعتقد أنها خاصة بك أو حكرا عليك ولكنك تفاجأ بأنها لدى الآخرين أيضا بصورة أو بأخرى وربما في حالة أنضج.. وإذا كانت الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أينما وجدها فكذلك الفكرة فأنها مثل ظلك تأخذ حيزها منك فهي تحتك بك وتحوم من حولك وفي جاهزية تامة معك من أجلك ومن أجل خدمة الآخرين الأولين والتالين.. وهي قادرة على أن تخلق نفسها في خدمة العلم والمعرفة وإتقان المعالجة فتكون مصنعا لإنتاج النجاح في الحياة…
فلا تكن بخيلا بالأفكار النيرة في خدمة الحياة وتطورها لأنك لا يمكن أن تحتفظ بها لنفسك طال الزمن أو قصر..فالأفكار لا تحتكر(و قد تعطي بريق نجمها لأي شخص) هي تولد طليقة منذ أن عرفت الإنسان وعرفها.. الم نقل أن لها وجودها الذاتي!! وكأنها قادرة على أن تخلق نفسها بقوة ووضوح كبيرين.. ولكنها في لحظة ما تصبح أسيرة الاستخدام.. لأن الرائع في الفكرة أنها ملك من يستخدمها والأروع دائما هو أن يتم استخدامها للخير .. وفي نصرة الحق وإقامة العدالة .. ويا ويل الفكرة المطواعة حين تستخدم لغير ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* أتخيل الثقة الغالية مثل شجرة وطنية مباركة بوحي من الشهر المبارك تظلل البلاد كلها بفكرتها النيرة المرتبطة بالخير دون سواه لتضم في وسعها جميع القلوب والنفوس.. وفي مقدمتهم أولئك المرابطون والمرابطات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهم في مرحلة اعتكاف وطنية سامية لأداء أغلى المهام الوطنية التي تفرضها عليهم جميعا اللحظة التاريخية الحاسمة من عمر وطننا الوحدوي الديموقراطي الإيماني الحبيب ويكونون في حواراتهم وأدائهم للمسؤولية الوطنية الخطيرة التي يتحملونها في هيئة إنسان واحد وفي صورة قلب إنسان واحد يتسلح بالثقة في نفسه وفي الآخرين من حوله مثل كل أبناء الوطن الواحد والمجتمع الحي المتعدد في أي مكان كان أو في أي زمان.. غير أن وعد الإنجاز العظيم بالنسبة لبلادنا هو في هذه اللحظة التاريخية التي لابد من استثمارها في الوجهة الصحيحة بداية من امتلاك الثقة وبذلها بكل ما يدفع إليه الجود.. ويدل عليه كرم الشهر الفضيل.. لأنه بدون تبادل الثقة الكاملة وأداء واجباتها سوف يتعطل الإنجاز وتقترب الحالة من حافة الهاوية من جديد لا قدر الله وأتمنى أن لا تكون فكرة إعطاء الثقة وتبادلها بين كافة أعضاء المؤتمر انطلاقا من قاعدة حسن الظن فكرة ناقصة.. أو تشوبها العاطفة وربما تكون كذلك لأننا لم نصل إلى تحقيق مبدأ المصالحة والمسامحة وإن كنا قد سرنا شوطا عظيما في المصافحة والحوار والمناقشة التي أعطت بعض الثمار المبشرة.. وذلك على خلاف ما يعتبر تعطيلا لإنجاز الأهم لدى بعض الفرق.. وليتنا نكتشف ما الذي ما يزال عالقا في بعض النفوس ¿ وما انفك يعتصر بعض القلوب¿ وأين شجرة الثقة المباركة¿ لكي نسقيها بالمحبة والتسامح!بعد أن نسمدها بحسن الظن.
* قليلون هم الذين يمارسون رياضة التسامح برغم أنها رياضة صعبة وقاسية ولكنها هي وحدها التي تنمي قوة الروح .. المتسامحون هم أصحاب الروح الفولاذية والقوة الإيمانية النافذة والأخلاق الكريمة العالية!!
من كتاب الكلمات:-
المؤمن ممتحن بجراح الروح المذبوحة بسكاكين الرغبات
حتى يجثو مسكونا بالغفران
في رمضاء الحشر المحتوم
ويفوز بظل الرحمن
يوم لا ظل لأي من كان وما كان