في ظل صناعة ورق السنبوسة بين الاستمرارية وخطر الزوال
رضي القعود

رضي القعود –
مع قدوم شهر رمضان المبارك تدب الحياة وتنشط الحركة التجارية ويقبل الناس على شراء السلع الاستهلاكية وتظهر بدورها المهن المتخصصة في الأكلات الشعبية المتنوعة التي تجد اهتماما من الصائم لإحضارها ضمن مائدة الإفطار الخاصة به.
– من المؤكد أن المهن التي تظهر مع قدوم شهر رمضان المبارك تحقق لصاحبها الربح المادي وتعود عليه بالفائدة وقلما يكون هناك خسارة.. لذلك ينتظر العامل فيها شهر رمضان بفارغ الصبر ويكون مستعدا وجاهزا بكل ما يلزم من أدوات ومواد أساسية منذ فترة.
– سنحاول في هذا المادة الحديث عن «ورقة السنبوسة» كواحدة من المهن التي يزداد الطلب عليها وتنتشر بشكل كبير خلال شهر رمضان.
عملية التحضير
– يقول العم عبده حسن البعداني صاحب معمل ملكة سبأ لرقائق السنبوسة: إن العمل في تحضير الرقائق ليس سهلا.
فهذه المهنة تحتاج إلى الخبرة والكفاءة وقبل كل شيء الأمانة والنظافة إلى جانب توفير المكان ووسائل النقل والمواد الأساسية التي تدخل في صناعتها.. وعادة يكون الاستعداد والتجهيز قبل ثلاثة أشهر.. يتم في هذا الوقت توفير المكان وصيانته وتحضير المواد الضرورية التي تدخل في عمل ورق السنبوسة مثل الدقيق وتنقية مادة الملح من الشوائب كما نقوم بتوفير مادة الغاز ومولدات الكهرباء ونبلغ العاملين الذين ينتظرون العمل في هذه المهنة من العام إلى العام.. وكما تعلم هي موسمية.. ورغم ذلك أزاول هذا العمل منذ أكثر من خمسة عشر عاما.. وقد تعلمت طوال المدة أنه لكي تكون ناجحا يجب أن تحظى بثقة الناس وتوفير منتج بجودة عالية ودون ذلك يتعرض مشروعك للخسارة.
– وينتقل البعداني بحديثه ليطلعنا يشكل مختصر عن المراحل الأولية التي يتم فيها التحضير لعمل عجينة السنبوسة فيقول: بداية الأمر نقوم بتجهيز مادة الدقيق وخلطه مع دقيق آخر خاص برقائق السنبوسة ثم نقوم بوضع الخليط في العجانة ونضيف إليه الماء والملح والسمن المساعد في تليين العجينة.. بعد ذلك نرفع العجينة الجاهزة لتصل إلى يد المعلم الذي بدوره يعمل على رصها وتحضيرها للقص والتقطيع من قبل العاملين ووزن القطع وتصفيتها وفردها بشكل مناسب ثم تترك لتبرد وتوضع بعد ذلك في الأكياس استعدادا لتوزيعها ونقلها بواسطة السيارات إلى المحلات.. وهكذا تستمر العملية إلى نهاية شهر رمضان.
ويذكر البعداني أن ورقة السنبوسة المنتجة محليا تتميز عن غيرها بأنها مصنوعة بطريقة يدوية ولا تدخل الآلات الصناعية في تحضيرها لهذا تكون جيدة ومفضلة لدى الكثير من المستهلكين.
تشجيع اليد العاملة
> ويؤكد عبده البعداني أن مهنة تحضير رقائق السنبوسة لها مردودها وأهميتها الاقتصادية في تحسين الدخل إذ أنها تساعد على التقليل من البطالة بين أفراد المجتمع وتعمل على تشجيع اليد العاملة المحلية كما تعزز من قيمة المنتج المحلي وتفرض وجوده في الأسواق الأمر الذي يساهم ولو بقدر قليل في دعم الاقتصاد الوطني بالإضافة إلى أن العوائد المادية من هذه المهنة تعيش الكثير من الأسر اليمنية وتساعد على فتح بيوت لهذا نحرص على استمراريتها وعدم إهمالها رغم المشاكل التي تواجهنا.
صعوبات ومشاكل
> وفي السياق ذاته يوضح البعداني جملة من المشاكل والصعوبات التي تواجه هذه المهنة بالقول: إن أهم مشكلة تهدد صناعة السنبوسة هي ندرة الدقيق وانعدامه من الأسواق لأن رقائق السنبوسة تحتاج إلى دقيق خاص والنوعية المطلوبة غير موجودة في السوق ونضطر إلى توفير هذه المادة من دول الجوار عن طريق التهريب وهو غير مسموح دخوله إلى البلاد بطريقة رسمية ولا يوجد مستورد أو نوعية توازي جودته وكل الأنواع في السوق سيئة جدا ولا تناسب العمل ومن هنا أوجه رسالة إلى وزارة الصناعة والتجارة بضرورة توفير الدقيق اللازم لعمل السنبوسة كما أدعو أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة التكفل بذلك ونحن وغيرنا من العاملين في هذا المجال نعتبر عدم وجود الدقيق الخاص في الأسواق أهم مشكلة نواجهها.
ونضطر لخلط هذه المادة مع دقيق يمني عادي حتى يستمر العمل أضف إلى ذلك وجود مشكلة استيراد ورق السنبوسة من الخارج وإغراق الأسواق بها وهذا الجانب يضر الإنتاج المحلي.