العبث بالعملة.. ضد الطبيعة السوية
تحقيقمفيد درهم تصويرمروان الدبس
تحقيق/مفيد درهم/ تصوير/مروان الدبس –
> توقيعات .. مذكرات قصيرة .. أرقام تلفونية وعبارات لا تخلو من الطرافة!!
> صارت العملة الورقية اليمنية في الآونة الأخيرة عرضة لعبث العابثين وهواة الشخبطات على أوراقها التي تمثل هوية لليمنيين.
وتشير الدراسات الاقتصادية إلى أن العبث بالعملة في اليمن يأخذ أشكالا متعددة وطرقا مختلفة تدل على وجود مشكلة في وعي المواطنين وطريقة تفكيرهم حيث يقوم البعض بإحراق أجزاء معينة من الأوراق النقدية وتقطيع بعض أجزائها الهامة مثل الرقم ويقوم البعض بالتوقيع والكتابة عليها كمذكرات قصيرة مما يدل على وعي منقوص يحتاج إلى الكثير من العمل البعض الآخر يستخدمها لتسجيل أرقام تلفونية وكتابة عبارات غير مناسبة لا يخلو بعضها من الطرافة كما أن طلبات المنزل تأخذ حيزا من هذا العبث غير المبرر الذي نناقش أسبابه ومضاره في سياق التحقيق التالي:
يعتبر طارق الجبري رئيس مكتب بريد التحرير بأمانة العاصمة العبث بالعملة أسلوب غير حضاري عانى منه المكتب كثيرا نتيجة رفض البنك المركزي في بعض الأوقات قبول نقوده الممزقة والتي بها شخبطات والتي هي أصلا معادة من البنك المركزي إلى المكتب على هيئتها التالفة حتى أن الأخير اضطر في مناسبة من المناسبات إلى صرف هذه المبالغ التالفة .. مشيرا إلى أن غياب الإجراءات الصارمة وقلة الوعي بالحفاظ على العملة هما أبرز أسباب المشكلة.
ويرى المسؤولون في البنك المركزي أن هناك أسبابا كثيرة ومتعددة للعبث بالعملة فهناك أشخاص يقومون بالكتابة على الأوراق النقدية وهناك نوع آخر ليس لهم أسلوب جيد للتعامل مع الأوراق النقدية أثناء عملية البيع والشراء وأمثال ذلك أصحاب محلات المشروبات والعصائر الذين لا تخلو أيديهم من وجود ماء عليها وأوساخ مما يؤدي إلى سرعة تمزقها أيضا بائعو القات واللحم الذين تصل إلى أيديهم العديد من النقود فيضعونها في جيوبهم بشكل عشوائي بالإضافة للأسباب السابقة للعبث بالعملة فإن الأسباب النفسية تأخذ قسطا هاما منها حسب جابر جهلان- باحث في علم النفس بجامعة صنعاء – الذي يؤكد أن الأشخاص غير المستقرين نفسيا هم الأكثر عبثا بالعملة التي تقع في أيدهم كونهم ينفسون عن مكبوتات نفوسهم ويمارسون نوعا من الانتقام غير المبرر تعكسه ظروفهم النفسية حيث يشعرون أنها لن تبقى في أيدهم وستذهب لغيرهم كما أن سببا مهما للعبث وهو شعورهم بضعف قيمة العملة التي تقع في أيديهم فكلما كانت العملة ذات قوة شرائية كبيرة كان العبث بها قليلا ويدعو الجهات المعنية إلى دراسة حالات الشخبطة على العملة وتوجيه النشاط الزائد عندما يلجأون إلى هذا السلوك إلى ما يخدم الصالح العام والتركيز على التوعية بالحفاظ على العملة الوطنية كونها الهوية ورأس مال الاقتصاد القوي.
ظواهر ذات مغزى
ويشير الدكتور منصور بن عبدالرحمن بن عسكر – أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض – إلى أنها من الظواهر الاجتماعية التي نواجهها في حياتنا اليومية من دون أن نلقي لها بالا وهي في الحقيقة قد يكون لها مغزى ودلالات فقد نجد بعض ا
