أزمة الإعلام..وإعلام الأزمة!!

حمــود البخيتي

 - غير خفي على احد منا المكانة التي وصل إليها الإعلام في عصرنا الحالي والدور الذي يلعبه في شتى الميادينوكذا التحول الذي حدث حيث أن الإعلام كان مقتصرا على دور الناقل للخبر ولكنه اليوم يصنع الخبر ويلعب دورا خطيرا في تكوين الرأي العام لأجندات عدة.
حمــود البخيتي –
غير خفي على احد منا المكانة التي وصل إليها الإعلام في عصرنا الحالي والدور الذي يلعبه في شتى الميادينوكذا التحول الذي حدث حيث أن الإعلام كان مقتصرا على دور الناقل للخبر ولكنه اليوم يصنع الخبر ويلعب دورا خطيرا في تكوين الرأي العام لأجندات عدة.
ومن الألقاب التي حاز عليها الإعلام ما يطلق عليه بالسلطة الرابعةولم يكن ذلك عبثا إنما لوجود سلطات ثلاث متمثلة بالسلطات التشريعية القضائية والتنفيذية..من اجل ان تصبح السلطة الرابعة ترمومتر لقياس أداء السلطات الثلاث.
لكن الأمر قد اختلف شئنا أم أبينا.. وأصبح الإعلام يلعب دورا إيجابا أم سلبالكن المهم الإشارة إلى أن السلطات الثلاث صارت تخشى هذه السلطة لما دخل عليها من تحوير وتعديل وراثي دفع بها إلى الأمام وفي مقدمة السلطات لا في مؤخرتها.
ومما أطلق على الصحافة “صاحبة الجلالة” وذلك لما كان يراد لها من أن تكون ذات هيبة ووقار.. وذهبت الهيبة والوقار لتصبح صحافة حسب الطقس وأينما تذهب بها الرياح.
ومن المؤكد أن السياسيين والحزبيين وغيرهم ممن يتطلعون إلى أن يكونوا الحكام الجدد قد عملوا على تفريغ وسائل الإعلام من مضمونها الحقيقي لتتحول الى وسائل فعل ورد فعل..ولم تعد ذلك الناقل الأمين للخبر بمهنية وحيادية..ولذلك لا غرابة أن يتم التخطيط من قبل النافذين للاستحواذ على وسائل الإعلام لتصبح وسائل تابعة لا متبوعة.

أزمة الإعلام:
لأزمة الإعلام عدة أوجه أبرزها التمكين للإعلامي ليكون متميزا في عمله ينطلق من قدرة معرفية تجعله يستنتج ويقيم دون الحاجة إلى الغير وهذا لن يتأتى إلا بالتدريب والتأهيل والتخصص..فلابد أن يكون لدينا إعلامي اقتصادي إعلامي سياسيإعلامي قانونيإعلامي بيئي وإعلامي سياحي….الـخ من تلك التخصصات التي أصبحت مطلبا ملحا.
أما ان يصبح الإعلامي مشتتا بين تلك المشاهد فإنه لن يساهم في ارتقاء الإعلام وتبوء دوره الأساسي.
أهم المشاكل في اعتقادي التي شغل بها الإعلامي اليمني هي لقمة العيش التي بدون توفيرها في الحقيقة لن يكون هناك إبداع..وينظر إلى الإعلامي في بلادنا نظرة غير لائقة من الجميع لا استثني احد بل ويوصم بما هو ليس أهلا له ولذلك شارك الجميع في تكوين النظرة الدونية للإعلامي.
ويعد الإعلاميين في الدول الأخرى في مكانة اجتماعية مرموقةويتمتعون بدخول عالية تساعدهم على عدم التبعية ناهيك عن التأمين الصحي وكذا التدريب والتأهيل والمساعدة والتشجيع على التخصص.
ومع هذا كله لا يعفى الإعلامي من مسؤوليته الاجتماعية وأهمية تغليب الصالح العام وخدمة المجتمع والتمسك بشرف وأخلاقيات المهنة عما سواهما.
ومع ان السياق العام لا يجعلنا نسقط هذه الآلام على مجتمع الإعلام فقط إذ يعدون جزءا من النسيج الاجتماعي فالمواجع موجودة في كل القطاعاتوليست مقتصرة على الإعلاميين وهذا صحيح ..لكن اختيارهم لهذه المهنة والتي يقال عنها “مهنة المتاعب”قد جعلهم الله أداة تنوير للمجتمع وعليهم أن يمضوا في هذا الطريق مهما كان صعبا.
ويتوجب على المؤسسات الإعلامية أن تستنهض الهمم وتؤدي دورها المطلوب للارتقاء بالإعلام والإعلاميين.
ولذلك ليس خفيا ان وسائل إعلامنا تعمل بدون هدف ولا رؤية ولا رسالة محددة لها.
إعلام الأزمة:
أما هذه فهي سمة عصرناونتيجة للعوامل السابقة التي ذكرناها فقد تحول الإعلام إلى إعلام الفعل ورد الفعل وإعلام للإثارةولم يعد ذلك الناقل الأمينأو بالذي يصنع الحدث كما هو حال الإعلام في الدول الأخرى.
عندما يتعاطى الإعلامي مع قضايا اقتصادية أو قانونية…الخ وهو لايدري عن الموضوع شيئا اوتبعات هذا التعاطي فإنه يكون بذلك قد ارتكب جرما في حق اقتصاده الوطني أو مجتمعه اوشخصا دون أن يدري.
وهو بذلك بدلا من أن يكون جزءا من الحل أصبح صانع أزمة وهذا يناقض الهدف الأساسي للإعلام القائم على تنوير وتبصير المجتمع والتخفيف عنه لا زيادة همومه وأوجاعه.

من الحلول:
تشجيع الاستثمار في الإعلام شريطة الفصل بين الملكية والإدارةوهناك تجارب نجحت في هذا المضمار.

قد يعجبك ايضا