الرئيس هادي ومرحلة العبور إلى المستقبل
استطلاع أسماء حيدر البزاز

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
◄ محللون ومراقبون:
■ تميز بحنكة سياسية.. ولم يقترن اسمه بعملية الفساد
■ يتمتع برشد سياسي تجلى في نزع فتيل أزمات كادت تخلخل توازن عملية التسوية
■ لم يعرف في تاريخه العسكري أنه اصطف داخل أجنحة عملت ضد المصلحة الوطنية
استطلاع / أسماء حيدر البزاز
جمال الحمادي – ناشط سياسي وإعلامي يمني يعيش في أمريكا يقول : قبل أن نتحدث عن جهود الرئيس هادي في إنجاح التسوية السياسية والمبادرة وتجنيب البلاد الدخول في هاوية ودوامة الصراع والاقتتال الأهلي علينا أن نقرأ العديد من الجوانب في شخصية الرجل والظروف التي أحاطت بصعوده إلى هرم السلطة فالرجل بنى نفسه معرفيا كخريج أكاديمية عسكرية عليا و حاصل على العديد من الدورات والدراسات المعرفية في المجال العسكري التي هيأته لتولي مناصب عسكرية متعددة في ظروف معقدة مليئة بالصراعات شهدتها اليمن ولم يعرف في تاريخه العسكري أنه اصطف داخل الأجنحة التي شهدت تجاذبا للقوى المختلفة , وإذا نظرنا إلى تجربته في تقلد منصب نائب رئيس الجمهورية لفترة قضاها دون أن يقترن اسمه بأي عمليات فساد, إلى جانب شخصيته الهادئة وارتباطه بعلاقات حسöنة ذلك هو كل ما جمعه هذا الرجل خلال مشواره العملي والحياتي .
حرص على التوافق والتوازن
وتطرق جمال إلى دور هادي في المرحلة الآنية في اليمن والتي تكمن في تطبيق المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وهي إعادة هيكلة الجيش وفق أسس وطنية حديثة نالت رضى جميع الأطراف ورغم كبر وصعوبة المعضلات في هذا الموضوع وحرص الكثير من الأطراف على جر الرئيس هادي إلى مربعات معينة على حساب أطراف أخرى بل لم يكن حبيس الانجرار العاطفي أو الاستقواء بأطراف على حساب أخرى بل اختار في كثير من الأوقات الحفاظ على الوضع التوافقي الذي لا يرضي أحدا في الغالب وفق مفهوم ( أما أن تكون معي أو تكون ضدي ) , وتلك المرحلة التي تبدو سهلة لكنها معضلة كان يشكك الكثيرون في تجاوز اليمن لتلك المحنة لكنه بدرايته العسكرية ومعرفته بالأشخاص والمواقع والظروف القتالية التي يستلزمها بناء هذا الجيش وإعادة هيكلته ليس فقط من حيث إعادة التموضع الصحيح لهذه القوات بل من حيث بنائها البشري الذي يستلزم إعادة بناء جيش وطني تتوفر فيه مقومات بناء النسيج الاجتماعي اليمني الواحد .. ولقد شهد العديد من القادة والخبراء العسكريين بنجاح القيادة اليمنية في اجتياز هذه المرحلة والتي تجنبت القيادة فيها افتعال أزمات جديدة وخلق أجواء مشحونة بل نجحت في إنجاز ما قرر وفق آلية مزمنة وفي أوقاتها المقررة وكان لها ذلك .
مبينا أن مرحلة الحوار الذي هو المعضلة الثانية بعد هيكلة الجيش , يتلخص هدفه في هذه الفترة تقريب الفرقاء وخلق أرضية ملائمة وكان الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس لجنة الحوار العامل الرئيسي في تشكيل هيئاته وتقديم الأحزاب والمكونات الأخرى قوائمها في عضوية لجنة الحوار و قد أتت مشاورات الأخ الرئيس مع جميع الفرقاء وتهيئة الأجواء باتخاذ قرارات جريئة في مختلف المحاور دافعا الفرقاء إلى التعامل السلس والدخول في عملية الحوار بشكل إيجابي وفعال.. ولم يكن دور الأخ الرئيس في هذا فحسب بل امتد ليكون مظلة لكل الأطراف وحاميا للفئات التي لم تشملها الأحزاب في قوائمها بدءا من الشخصيات الوطنية وحتى الشباب وحتى قوائم بعض الفعاليات التي مثلت دورا في هذه المرحلة مراعيا توازنات التعقل.. والكثيرون بقدر ما يدينون للأخ الرئيس حرصه على وحدة التراب اليمني وفق أسس أخلاقية تعيد الإنصاف للتاريخ اليمني ونضالاته التاريخية بقدر ما يدين له حتى أعضاء المؤتمر الشعبي العام بأنه كان الحامي في كثير من الأوقات أمام محاولات الزج بالمؤتمر الشعبي العام في صراعات تنهي هذا الكيان من خلال افتعال أزمات لا تصب في مصلحة هذا التنظيم الذي يضم في صفوفه الكثير من الشخصيات الوطنية المجربة .
ملفات ساخنة
الدكتور عزيز ثابت سعيد – جامعة صنعاء يقول: الرئيس هادي جاء في مرحلة بالغة الدقة والتعقيد مرحلة تتطلب حكمة وصبرا وجلدا وجرأة وفي تقديري أنه قد أظهر حنكة سياسية تبدت من خلال تعامله مع الملفات الساخنة التي وجدها أمامه منذ أن تولى الرئاسة وقد يؤخذ عليه التريث كثيرا قبل اتخاذ قرار لكن يبدو أنها إستراتيجية مقصودة إذ بعد كل انتظار يفاجئ الجميع بقرارات جريئة كما أثبت الرئيس هادي أنه يتمتع برشد سياسي مدهش تجلى في نزع فتيل أزمات كادت تخلخل توازن التسوية بل كاد بعضها أن يهوي بالمبادرة برمتها في قاع سحيق.
موضع ثقة الجميع
فيما يرى الدكتور أحمد الأديمي محلل سياسي وحقوقي أن الرئيس هادي كان أسلوب ص