مارثون المسلسلات ومقاهي النت والشلة وأطفال في الشارع..!!

تحقيق أسماء حيدر البزاز


تحقيق / أسماء حيدر البزاز –
رمضان فرصة سانحة لتجديد الحياة وغسل الذنوب وتطهير النفس من الآثام والخطايا, فكل ساعاته ودقائقه وثوانيه هي درر وكنوز تضيع من حياة الإنسان إن لم يتم استغلالها والاستفادة منها, و في هذا التحقيق ننبه إلى سلوكيات (سلبية) أعتاد الناس عليها في رمضان:
مقاهي النت
الانترنت نقلة نوعية في عالم التقدم والمعرفة ولو جلت بناظريك على مقاهي الانترنت اليوم لوجدتها مواطن تجمع حشودا من الشباب والنشء كل منهم في واد, فذاك مهووس بالفسبكة والدردشة والتسلية وآخر في ألعاب الاقتتال والمصارعة وثالث يتابع أخبار وصور فريقه وأنديته الرياضية المفضلة وبعضهم يذهب لمتابعة الأفلام والمسلسلات الجديدة.. وهكذا تجدهم في الغالب ومن النادر أن تجد من يستغل النت في متابعة المواقع الدينية والفتاوى والأحاديث النبوية أو الاستزادة من العلوم والمعارف العلمية وهذا ما أكده لنا محمد هاشم – صاحب محل انترنت : إن أكثر الوافدين عليه يرغبون بمتابعة الألعاب الإلكترونية والقتالية التي تحمل نوعا من المغامرة والإثارة خاصة الأطفال ما دون خمسة عشر عاما وأحيانا قد لا تكفي المقاعد لاستيعابهم فنقوم بوضع جدول يحدد دور كل شخص وإعطائه وقت محدد لنعطي فرصة لكل فرد بالمتابعة والمشاركة. وأما من هم فوق سن ذلك فأكثرهم فسبكة ودردشة خاصة من الساعة الواحدة ظهرا حتى الخامسة عصرا ومن الساعة التاسعة مساء إلى أوقات متأخرة من الليل تجد هذا الجدول الدائم في شهر رمضان وفي كل الأعوام السابقة وفعلا فإنهم القليلون الذين يستغلون النت في مواطن الاستفادة.
مارثون المسلسلات
تتهافت القنوات الفضائية في هذا الشهر لعرض أعمالها الفنية والدرامية من برامج ومسلسلات تقدر بالآلاف للاستحواذ ولفت انتباه المشاهد لكل جديد تقدمه لساعات طويلة لا تحترم بعضها قدسية هذا الشهر ومكانته في ما تعرضه من مشاهد..
وبهذا الصدد يقول مصطفى حسان – موظف : بعد الصيام نحرص على متابعة المسلسلات الكوميدية والبرامج الفكاهية الطريفة مثل الكاميرا الخفية ثم نعزف إلى مشاهدة برامج المسابقات الترفيهية المتنوعة وبعض القنوات الفضائية مثل mbc1 وmbc دراما فهما قناتي المفضلتان في شهر رمضان أما القرآن فأنا دائما أقرأه بعد الفجر لكونه وقتا مناسبا لذلك.
وتوافقه أم عبد الرحمن العيني في رأيه وزادت في القول: ليالي رمضان طويلة ولهذا بعد أن ننتهي من تناول العشاء نجتمع نحن والأسرة بأكملها ونحدد قناة أو مسلسلات معينة لمتابعتها.
وكأنه مطعم سياحي !!
وفي داخل جدران المنزل وتحت بند مهام المنزل تهدر أوقات طويلة في التنظيف والغسيل والطبخ والاهتمام بالأبناء ولهذا فالنساء هن أكثر ضياعا لفرصة وأجر هذا الشهر. وهذا ما قالته لنا التربوية وربة المنزل صفاء النعمان: للأسف كلما أضع جدولا خاصا بي للعبادة وقراءة القرآن والأحاديث وسماع المحاضرات وصلاة التراويح أجد نفسي عاجزة في أغلب الأوقات عن القيام بذلك, ففي نهار رمضان تنظيف وغسيل والاستعداد لتحضير وجبة العشاء المتنوعة بخصوصية هذا الشهر وبعدها نستعد لتجهيز أنواع مختلفة من الحلويات وما أن ينتهي العشاء حتى نتوجه إلى تنظيف المطبخ وغسيل الأواني وما أن نرتاح ساعتين أو ثلاث نقضيها في لمة الصديقات والأسرة حتى نستعد لإعداد السحور. وهكذا يضيع علينا الوقت بدون فائدة, نسأل الله المغفرة.
إلى الشارع
بحجة التفرغ للطاعة والعبادة أو النوم والراحة في نهار رمضان يقدم بعض الآباء على ترك أبنائهم رهيني ساعات الشارع قائلين (خلوهم يلعبوا يهجعونا من هرمهم) حيث أفادنا أحد الآباء عبد السلام جمعان: في الحقيقة معي ثلاثة أبناء يزعجونني ويثيرون أعصابي فما بالكم وأنا صائم ولهذا ما أن يخرجوا من المنزل حتى أشعر بجو الصيام وطعم الروحانية والراحة وبالمقابل أجدهم يلعبون ليس عليهم أي ملامة.
وبالمقابل جاء الرد سريعا من الحاج إبراهيم الذيفاني قائلا: اتقوا الله لترتاحوا من إزعاج أولادكم تزعجون بهم خلق الله فتارة يحرقون الإطارات كتعبير عن فرحهم بهذا الشهر وتارة يشعلون الألعاب النارية وتارة بصراخهم وفوضاهم ونحن أناس مرضى وهذا شهر فضيل مبارك ولكن اللوم والحجة على آبائهم الذين محال أن يكون لهم حسنات في تسببهم بأذية الآخرين!!
نافسهم في الآخرة
رمضان طريق إلى الجنان وترويض النفس على الطاعات وهو شهر لا تضاهيه الشهور كلها رحمة ومغفرة وعتقا من النار وفيه ليلة لو علم العباد بعظيم شأنها لما فرطوا بلحظة واحدة من أيامه فما بالكم بمن يهدرون لياليه بمتابعة الأفلام والأغاني والمسلسلات أو الجلوس أمام شاشات النت والمواقع التي لا ترضي الله ولا رسوله أو الإعراض لما هو أدنى عمن هو خير كل ذلك كان وبالا عظيما ومن علامات السخط وعدم القبول في شهر التوبة والإحسان.. هكذا استهل العلامة عبد الله مف

قد يعجبك ايضا