مرضى قصور القلب.. ونصائح رمضانية

–
حالة تعايش يستطيع مرضى القلب من خلالها التكيف مع أوضاعهم تقترن بعرى الالتزام بالنصائح والإرشادات التي يوصي بها الأطباء المعالجون وبالمقابل يفيد كثيرا الكشف عن المشاكل القلبية متى لاح شعور بعرض أو أعراض معينة يفهم منها وجود مشكلة ولو لمجرد الشك لتشكل دافعا للجوء إلى طبيب متخصص.
من جانبه يضعنا الدكتور/صالح زايد عاطف – استشاري أمراض القلب أمام أسباب ودواعي قصور القلب وشروط صيام المصابين والمعايير والوصفات الغذائية الملائمة لهم وعن ذلك يقول:
قصور القلب بالمفهوم العام يعد قصورا تنعدم معه قدرة عضلة القلب على ضخ كمية كافية من الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة لمدها بما تحتاج إليه من الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لإنتاج الطاقة الأساسية اللازمة لهذه الأعضاء من أجل أداء وظائفها.
وهناك أشكال متعددة ومتنوعة لقصور القلب ليس بالضرورة ذكرها فما يهمنا هنا تعريف المصاب بقصور في القلب واكتشافه في وقت مبكر حتى يتسنى للمريض عرض نفسه على الطبيب المتخصص.
وبالتالي إدراك هذه المشكلة القلبية مناط بفهم الأعراض إذ في البداية يشعر المريض بضيق في التنفس عند بذل أي مجهود ولا يظهر هذا في أوقات الراحة يلي ذلك نوبات ضيق التنفس أثناء النوم مصحوبا- أحيانا- ببعض نوبات السعال ثم في مرحلة لاحقة عندما يصيب هذا القصور الجزء الأيمن من القلب يؤدي إلى تورم في الأطراف السفلية واحتقان في الكبد يظهر على شكل انتفاخ في الجانب الأيمن للبطن وألم في منطقة الكبد بسبب احتقان السوائل فيها.
وأخيرا استسقاء في البطن أي امتلاء تجويف البطن بالسوائل.
إن من يعاني قصورا في القلب بإمكانه الصيام إذا كان وضعه الصحي مستقرا وسمح بذلك الطبيب المعالج.
وغالبا ما ننصح مريض قصور القلب الصائم أن يبدأ إفطاره بتناول سوائل دافئة بكمية قليلة جدا وألا يتناول الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح مع اجتناب المخلالات.
وعوضا عنها ننصحه بتناول كميات كافية من الخضراوات التي تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات كالسلطة بأنواعها(الجزر الخيار الملفوف) وغيرها.
كما ينبغي أن تجزأ وجباته وتقسم إلى عدة وجبات صغيرة وألا يكثر من الطعام أو من شرب كمية كبيرة من السوائل.
وهذه النصيحة – بالمناسبة- تفيد حتى الأصحاء تفاديا لمتاعب وأمراض الجهاز الهضمي.
ولا بأس من أن يتناول المريض بقصور القلب كمية قليلة من الحلوى شرط ألا تضاف إليها دهون حيوانية عند تحضيرها لتلافي زيادة نسبة (الكوليسترول) بالدم الذي يؤدي إلى تفاقم أو زيادة تصلب الشرايين ومنها شرايين القلب التي قد تكون السبب في حالة القصور القلبي الذي يعاني منه المريض.
وكحال مرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني فإن مرضى قصور القلب أو عجزه يمنعون من زيادة تناول الأملاح لكي لا يزيد طلبهم على السوائل والتي بدورها تفاقم هذا القصور أو العجز.
وأحب أن أضيف بأن من الفوائد المؤكدة للصيام – عموما – انعكاس هدوء النفس وروحانيتها على قلوب الصائمين بما يساعد مرضى القلب على الشفاء أو التحسن خلال الشهر المبارك.
ولا يفوتني التنويه بأن الشهر الكريم مناسبة مثالية لترك عادات سيئة كثيرة أثبتت الدراسات تأثيرها الضار على القلوب السليمة فكيف بمن يعاني مشكلة قلبية كقصور القلب وأمراض الشرايين أو الصمامات أو غيرها¿
ثمة عادات سيئة في المجتمع كتعاطي القات والشمة والتدخين تعد من العادات الاجتماعية السلبية ذات المردود السيئ على صحة متعاطيها وبمثابة عوامل خطورة للإصابة بتصلب الشرايين مما قد يؤدي إلى احتشاء عضلة القلب(حدوث جلطة قلبية).
لذلك أدعو جميع المدمنين سواء على القات أو الدخان أدعوهم لانتهاز فرصة الشهر الكريم الذي يتغير فيه النظام الغذائي للإقلاع عن هذه العادات المضرة بصحتهم.
وأتمنى على كل وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي العمل معا بالتنسيق مع جهات الاختصاص المعنية بمكافحة هذه الآفات للعمل معا وفق خطة مدروسة لتؤتي ثمارها وأن تكرس وزارة الصحة العامة والسكان دورها مع الجهات المعنية وذات العلاقة في منع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة ووسائل الموصلات..
وأدعو جميع مرضى القلب ممن يتعاطون أدوية خلال الشهر الكريم إلى استشارة الأطباء المعالجين ليبينوا لهم ما إذا كانوا قادرين على تحمل الصيام أم لا لأن مرضى القلب ليسوا سواء في المعاناة إنما أمراضهم متباينة في نوعيتها ومدى خطورتها وتتفاوت درجة تأثرهم بها وكل مريض على حدة بحاجة إلى إعادة تقييم لحالته وإعادة ترتيب علاجه وفقا لذلك.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان