الشيخ حزام

عبدالرحمن بجاش


 - رحل الرجل المحترم رحل بهدوء بعد معاناة طويلة في منزله لم يسمع به ولا بمعاناته احد حتى أولئك الذين لم يبرحوا بيته ليل نهار!, ظل يتألم والابتسامة تلك التي طبعت وجهه طوال أيام عمره لم تبرحه في كل الأحوال والظروف
عبدالرحمن بجاش –

رحل الرجل المحترم رحل بهدوء بعد معاناة طويلة في منزله لم يسمع به ولا بمعاناته احد حتى أولئك الذين لم يبرحوا بيته ليل نهار!, ظل يتألم والابتسامة تلك التي طبعت وجهه طوال أيام عمره لم تبرحه في كل الأحوال والظروف لم يمد يده لمسئول على شأنه أو نقص ولم يكلف احد من هؤلاء الذين طالما مدوا أياديهم إلى جيبه حتى مجرد أن يسألوا عنه مجرد سؤال!, الخال حزام محمد عبد الله مغلس وهو كبير مشائخ منطقة قدس أحد الرجال النبلاء في هذه البلاد ونجل الشيخ الأكبر محمد عبد الله مغلس الذي إذا سألت أيا كان من أصحاب الدكاكين أو العمارات في شارع جمال بتعز عن الأرض التي يقوم عليها دكانه أو عمارته لقال لك فورا: حق بيت مغلس, ولطيبة الرجل وبيت مغلس أبناء محمد عبد الله لم يستغلوا أحدا واجروا أراضيهم للناس بسعر التراب كما يقال, وتركوا الجمل بما حمل راضين بنبل لا يوصف حزام عبد الباري, والد رشاد, وعلي مغلس الذي تعرفه البلاد ضابطا متميزا ورجلا نبيلا من القاهرة إلى صنعاء, لم يقصر في حق أحد وزوجته الفاضلة ابنة الشيخ الكبير الشهيد سلطان عبد الله مغلس الرجل الشجاع الذي لا تزال آثار رجولته إلى اليوم أما نجله المرحوم صديق صالح الدحان عبد العزيز سلطان فكان احد علامات هيئات التعاون الأهلي للتطوير رحل محترما نفسه هو الآخر لم يسأل عنه احد أما النبيل الكبير عبد الباقي مغلس فيتحدث عنه الناس من السعودية إلى قرية الصويرة بقدس لخيره ونبله ولا يكاد يمني في السعودية لم يصله جميل الرجل الآن عبد الباقي طريح الفراش في صنعاء لا يسأل عنه أحد!, لا أدري ما أقول فحزام مغلس ظل طوال حياته شيخا محترما يفتح أبواب منزله الوحيد وكلما جاءوه ترك لكل ألوان الطيف يتناقشون يتحاورون يصرخون ومائدته لا تكاد ترفع حتى تعود وهو يستقبل الناس ولا يعول على الدنيا إلا كفاف اليوم.
آل مغلس إذا صح التعبير عائلة كريمه وفيها أسماء تحترم وتقدر خذ أمين أحمد سيف ( امين تونج ) بشر حمود حسان المرحوم سليم مغلس وأحمد مهيوب والشيخ المرحوم عبد الجليل مغلس والشيخ الأكرم المبجل محمد عبد القادر مغلس رحمه الله وعمه المهاب الشيخ عبد العزيز محمد طارش والشيخ محمد عبده هائل, أما إذا ذكرت مجاهد احمد عباس فاسأل عنه رحمه الله عشرات الطلبة كان يصرف عليهم راضيا كريما …, أما صاحبي درهم عبد الله عبده فيكفي انه حلف بالحرام والطلاق (ما اترك ساحة التغيير إلا عندما تنجح الثورة) وتوفي في الساحة.
رحم الله الشيخ عبد الباري وشفى عبد الباقي العزاء كل العزاء لرفيق الصبا والعمر المهندس كامل حزام صاحب أجمل نفس عرفتها كوالدته الكريمة الخالة التي أكرمتني بعطفها, العزاء لصالح ومحمد, وعبد الواسع وعبد الحكيم, وللأستاذة الكريمة والرحمة ندعو الله أن يشمل بها الشيخ المحترم حزام مغلس الذي لم نسمع أحدا يوما يشير إلى أنه ظلم أو أخذ حقا من قدس إلى الحشا إلى شرعب إلى التعزية, ويكفيه أنه وإخوته لم يستطيعوا ونصف تعز أملاكهم أن يفرجوا عن حكم السوق المركزي بتعز, لم يستطيعوا توفير ثلاثة ملايين ريال لأحدهم مات حزام رجلا شهما شريفا كما هو علي مغلس الرجل الذهب … لا أدري هل أعزيهم أم أعزي نفسي أم أعزي الصويرة, أم قدس أم تعز… أنا أعزي النبل الذي خسر نبيلا.

قد يعجبك ايضا