بلد للإيجار ..!!

أحمد غراب


أحمد غراب –
الخلاصة مستأجرين البلاد من الحكومة ” إيجار ” والماء والكهرباء علينا .
من أول يوم في شعبان: ” اللهم أني صائم عن الكهرباء”.
على الثورة صمنا وعلى حكومة الوفاق افطرنا فهل نحن مستأجرون في هذا البلد ¿
أين العقد ¿ وممن استأجرنا ¿
لو كان هذا الوطن بيتا لما جلسنا فيه دقيقة واحدة ولحملنا أثاثنا وفتشنا عن بيت آخر للإيجار لكنه وطن ولا يوجد وطن آخر للإيجار¿!
في أحيان كثيرة نشعر كمواطنين بصوت يصرخ في أعماقنا :” أما أن يتركوا الشعب يعيش أو نترك لهم البلاد “.
ولكن هل يعقل أن أكثر من عشرين مليون مواطن يتعذبوا بسبب أفراد ومجموعات قلائل فيعانون من الصراعات ويعيشون في الظلام ويتجرعون ويجوعون ويتشردون.
كيف ممكن يجتمع العلم مع الجهل المدنية مع التعصبية التسامح مع التسلح التطور مع الفساد!.
أني خيرتك يا يمن فاختاري إما نتطور أو نتدهور ونتكور ¿
مهمة الحكومة ليست الوفاق بين من يحكمون والمصالحة بينهم إنما مهمتها الحقيقية الوقوف إلى جانب الشعب وإيقاف كل من يعكر أمنه وصفوه ويتسبب في انهيار خدماته وتزايد معاناته.
بالأمس رئيس الحكومة ينتقد حكومته وهذه الظاهرة غير موجودة في أي دولة في العالم إلا في اليمن الحكومة مش تاركة لنا شيئا نسويه أن جينا نشكي شكت وان جينا نبكي بكت وان جينا ننتقدها انتقدت نفسها تماما زي شخص واقف جنبك وكلما رددت كلما يقول مثلها فلا تجد منه جوابا شافيا ما يجعلنا نشعر أن هناك حكومتين حكومة في الظاهر وهذه مثلها مثل الشعب لا حول لها ولا قوة وحكومة بالخفاء وهذه كلها دهاء دوامها يبدأ عندما يأتي المساء وتشتغل ليل يا ليل.
يعاملوننا معاملة المستأجرين الذين لم تترك طريقة واحدة لتطفيشهم من البيت إلا وتم استخدامها ومع ذلك لم يطفشوا وصبروا واحتسبوا لأنه لا يوجد وطن آخر للإيجار إذا ما نفعك وطنك لن ينفعك العالم كله.
نحن لا نعيش في هذا البلد بعقد إيجار يلتزم فيه الطرف الأول الذي هو مكونات الجهل والعجز بتأجير الطرف الثاني الذي هو الشعب في حين يلتزم الطرف الثاني بترميم البيت وإصلاح أبراج الكهرباء ودفع الفواتير وتسديد الإيجار في موعده.
ولسان حال المتصارعين يقول للشعب :” اللي أعجبه أعجبه اللي ما أعجبه يسير يدور له بيت في الصومال “.
طيب فين نروح ¿ أكثر من مليون يمني طفشوا إلى السعودية بحثا عن رزق عيالهم وهاهم الآن يعانون اشد المعاناة وبعيد أيام يتم ترحيلهم ويعود عشرات الآلاف إلى البيت اليمني ولسان حالهم ” عز الخيول صبولها”.
وإذا رجعوا لبلادهم يدورا أعمال أو زراعة أو مصانع لن يجدوا شيئا سوى وعود حكومية كسراب بقيعة كل المزارع مثل كل المصانع مثل كل الأراضي مثل كل المشاريع مثل كل شباك الصيد كلها ملك للمؤجرين فغبني على الشعب ” المستأجر ” إذا ضاقت عليه الأحوال أين سيجد وطنا للإيجار¿!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي