النضال من أجل يمن موحد ديمقراطي

العميدصالح مصلح قاسم


العميد/صالح مصلح قاسم –
إن هذا الكتاب يعتبر محاولة جادة ورصينة من أجل سبر اغوار تاريخ الشعب اليمني قديمه وحديثه حتى الحرب اليمنية – السعودية باعتبار انه يستهدف التأكيد الجلي على وحدة الارض اليمنية ووحدة الشعب اليمني.

فقد أكد الكاتب بين دفتي كتابه على العديد من الاحداث والوقائع التاريخية في محاولة للكشف والبرهنة على عملية الترابط الجدلي بين ماضي وحاضر ومستقبل الشعب اليمني تلك الوحدة التي يزخر بها ماضي بلادنا وتشهد عليها القرائن التاريخية من كتابات وحفريات ونقوش واطلال كما يبرهن عليها أيضا حاضرنا المعاصر بمجمل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تتجلى بعلاقات الرحم والاتصال الانساني اليومي بين جماهير شعبنا وكذا الترابط السياسي الجدلي المتعلق بثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م ووحدة الكفاح الوطني التحرري والنضال الاجتماعي لشغيله وكادحي بلادنا ضد الاستعمار والحكام الاقطاعيين في الجنوب والشمال سواء بسواء أو من خلال تشابه البنية الاقتصادية من حيث مستوى نمو وتطور علاقات الانتاج وقوى الانتاج وبالتالي خصوصية التكوين المتجانس الخاص بالتركيب الطبقي لمجتمعنا اليمني الذي ظل قائما حتى انتصار ثورة 14 أكتوبر وكذا من خلال الوحدة النفسية لشعبنا من حيث ارادته ومزاجه وقيمه وعاداته وتطلعاته وأمانيه في رسم مستقبله المشرق القادم كما تتجلى في وحدة التراث الروحي بكل اشكاله وابعاده في الادب والفن والفلكلور ومجموع مظاهر الموروث الثقافي الشعبي بما في ذلك القيم الثقافية الجديدة المبشرة بالكفاح الوطني والنضال الاجتماعي التي تستشرف طريق تأصيل ثقافة وطنية تقدمية وديمقراطية بالارتباط بعملية ممارسة التأثير الخلاق في وعي ووجدان الشعب على طريق تعبئته وتوعيته وتنظيم صفوفه في النضال الجاري في بلادنا من اجل تحقيق الوحدة وبناء اليمن الديمقراطي الموحد.
إن نضال شعبنا اليمني خلال المراحل التاريخية المختلفة ضد الغزوات الاجنبية المتعاقبة وضد النظام الاقطاعي المستبد كان من الناحية الموضوعية كفاحا وحدويا مترابط الحلقات بحيث استهدف في النهاية تحرير الارض وتحقيق الاستقلال وانجاز إعادة توحيد اليمن أرضا وشعبا.
فالتصدي للغزاة ومقاومة المحتلين والانتفاضات المسلحة في الارياف وحركات العصيان في المدن كانت تعبر في مضمونها الجوهري عن وحدة الروح الكفاحية والارادة الموحدة للشعب اليمني التواق بصورة دائمة لنيل الحرية والاستقلال والتقدم والوحدة.
ففي سبيل هذه الغايات السامية كانت تمردات وانتفاضات وحركات وثورات الشعب اليمني ضد الغزاة والمحتلين وضد الحكومات الإقطاعية بحيث غدت اليمن تعرف تاريخيا بأنها «مقبرة الغزاة» ابتداء بالغزاة الرومان مرورا بالفرس وانتهاء بالاتراك والبرتغاليين والانجليز كما غدت اليمن ايضا مسرحا داميا للصراع السياسي والاجتماعي والايديولوجي بين الاسر الاقطاعية الحاكمة من جهة والشعب اليمني من جهة اخرى.
ولقد كانت المقاومة الشعبية الباسلة ضد الغزاة والمحتلين والهبات الشعبية المتلاحقة ضد الاسر الاقطاعية الحاكمة لا تهدأ هنا تارة إلا لكي تنفجر بصورة أعنف هناك تارة اخرى وخلال هذه المسيرة الطويلة قدم الشعب اليمني دماء غزيرة وتضحيات جسيمة وقوافل من الشهداء واسماء عديدة من الرجال الوطنيين الابطال.
ان مآثر شمر يهرعش واسعد الكامل في عملية البناء والوحدة ومقاومة ذي نواس الباسلة ضد الغزاة الاحباش الذين أرادوا اخضاع بلادنا لمصالح الامبراطورية الرومانية وكذلك نضاله من أجل الدولة المركزية ومحاولات ذي يزن تخليص اليمنيين من المحتلين الاجانب وانتفاضة الاسود العنسي ضد الاستبداد الفارسي وحركة علي بن مهدي في تهامة وحركة علي بن الفضل الاجتماعية التقدمية ونضال الصليحيين من اجل الدولة الموحدة وبطولات عامر بن عبدالوهاب في سبيل التصدي للغزاة البرتغاليين والمقاومة الشعبية المستمرة ضد الحكم العثماني وحركات الفلاحين الشعبية في المقاطرة وخولان وزبيد وحركة الاحرار عام 1948م وانتفاضات الجيش في صنعاء وتعز وحركة الثلايا عام 55م وانتفاضات قبائل حاشد وخولان وغيرها واضرابات العمال في تعز والحديدة وعدن ومظاهرات الطلاب في صنعاء واضرابات الفلاحين في لحج وأبين وانتفاضة القصر في المكلا وكذا انتفاضات قبائل ربيز والعواذل ودثينة ويافع والفضلي والضالع حتى نشوء الحركة النقابية وقيام التنظيمات السياسية الوطنية متوجة بعملية الزحف الشعبي الشهير على المجلس التشريعي في عدن في 24 سبتمبر 1962م ضد عملية دمج عدن في الاتحاد الفدرالي المزيف وبالتالي قيام ثورة سبتمبر المجيدة التي اطاحت بالحكم الامامي الاقطاعي في الشمال ووليدتها ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء ضد الوجود الاستعماري البريطاني في الجنوب إلى يوم ميلاد الحزب الاشتراكي اليمني جميع هذه النضالات ال

قد يعجبك ايضا