يستهدفون الشباب والمرأة في مؤتمر الحوار

عارف الدوش


 - ومنذ فترة لم يعد رئيس الوزراء باسندوة يبكي فمرحلة البكاء انتهت فلم تجدي دموع باسندوة ولم تؤثر في عتاولة مراكز القوى بل زادتهم عتوا وقوة وصلفا وفسرها البعض منهم إن لم يكن كلهم بأنها دموع الضعف لا دموع الإحساس بالمسئولية
عارف الدوش –

ومنذ فترة لم يعد رئيس الوزراء باسندوة يبكي فمرحلة البكاء انتهت فلم تجدي دموع باسندوة ولم تؤثر في عتاولة مراكز القوى بل زادتهم عتوا وقوة وصلفا وفسرها البعض منهم إن لم يكن كلهم بأنها دموع الضعف لا دموع الإحساس بالمسئولية وجاءت مرحلة جديدة شهدنا فيها رئيس الوزراء باسندوة إما صامتا أو غير مشارك خاصة والناس اعتادوا ان رئيس الحكومة لابد ان يتواجد في كل المناسبات الهامة إلى جوار رئيس الجمهورية وكبار رجالات الدولة وكثرت التفسيرات والتحليلات.
فجأت كلمة رئيس الوزراء باسندوة بمناسبة افتتاح عدد من المنشآت الصناعية الجديدة في مجمع 22مايو الصناعي العسكري الخميس الماضي لتعبر عن بداية مرحلة جديدة إذا أخذنا مواقف وتصرفات وأحاديث رئيس الحكومة مقياسا من نوع ما لتوجهات حكومية فقد دعا رئيس الوزراء باسندوة الجيش والأمن إلى القيام بالواجب الوطني في وضع حد للاعتداءات التي تتعرض لها محطات وأبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز وملاحقة من يقترفون الأعمال التخريبية والإجرامية لأن معاناة الملايين من أبناء الشعب قد أصبحت لا تطاق جراء انقطاع التيار الكهربائي خاصة في عدن والحديدة وحضرموت وغيرها من المدن والمناطق الحارة كما دعا الجيش والأمن إلى بسط سيطرة الدولة على كل جزء من اجزاء الوطن.
وعندما قال رئيس الوزراء باسندوة ” من المعيب ان تعجز الدولة عن فرض سلطتها في بعض المناطق أو أن تخضع للابتزاز من قبل عدد من المخربين ومن يقفون وراءهم فمن ضيع الحزم في أوقاته ندم” كان في قمة الصدق والوضوح والإحساس بالمسئولية والشعور بما يعانيه الناس ما دعاهم باسندوة في كلمته التي ألقاها.
كلام باسندوة وهو رئيس الحكومة تناغم مع ما جاء في تقرير المبعوث الدولي جمال بن عمر لمجلس الأمن الدولي حول سير التسوية في اليمن عندما تحدث محذرا الكبار في البلاد بأن هناك من يريد تقويض العملية الإنتقالية وأن منفذي الهجمات على الكهرباء وأنابيب النفط والغاز معروفون والإفلات من العقاب لا يزال سائدا وأن الجنوبيين سئموا من المظالم وبدون إجراءات إضافية لبناء الثقة ستتسع رقعة الغضب وتتقلص مساحة الحوار وان هناك فصائل رئيسية لا تزال مسلحة وتواصل التسلح رغم مشاركتها في العملية السياسية ما يخلق ظروفا لمزيد من العنف .
ما سبق تشخيص دقيق لمجريات المشهد السياسي اليمني فهناك من يتعمدون صناعة الإحباط ويراكمون كل ما يؤدي إلى صناعة الإحباط وتوتير الأجواء بشكل يومي من خلال استهداف الخدمات التي تقدم للناس وفي مقدمتها ” الكهرباء” التي يتوقف عليها كل حياة الناس وهم بذلك يستهدفون عامة أبناء الشعب يريدون ان يخلقوا لديهم الإحباط ويعمقون ذلك كونهم يعرفون ان كبار القوم والقادرين لديهم ” مواطير كهرباء ” فهم يتأثرون كثيرا بانقطاع التيار الكهربائي.
صناع الإحباط لديهم أجنداتهم ويعرفون كيف يصنعون الإحباط والأزمات وكيف يستثمرونها أيضا وفي مثل هذه الحالات لا ينفع التعامل بصبر وجلد ومرونة وانتظار أو استخدام أساليب المراضاة ودفع الأموال وتلبية مطالب الابتزاز فالأمر ليست مكاسب شخصية ولا مكاسب قبلية وإنما أهداف تنفذ من قبل ضعفاء النفوس تخدم مشاريع محددة خلق إحباطا بين عامة الناس لإقناعهم بأن حكومة الوفاق فاشلة وان مؤتمر الحوار الوطني لن يأتي بجديد وأن التسوية ضحك على الذقون ليسهل على مراكز القوى ومن تضرروا من الثورة الشبابية السلمية والتغيير بعد ذلك قيادة الجماهير وتحريكها باعتبارهم منقذين لوضع يتدهور
نعم يا أستاذ محمد سالم باسندوة ” من ضيع الحزم في أوقاته ندم ” فلا تضيعوا الحزم فالأمر واضح ومفهوم هناك من يريد تقويض التسوية السياسية وإفشال مؤتمر الحوار ليس بالضرورة إيقاف خطوات التسوية ولا إيقاف جلسات مؤتمر الحوار فإن لم يستطع ذلك فإنه يسعى إلى التأثير على مخرجات مؤتمر الحوار وتكييفها بما يخدم مصالحه من خلال دفع البلاد والعباد إلى حافة الهاوية وبالتالي القبول بالحد الأدنى أو أقل من الحد الأدنى مما يطمح إليه الناس من التغيير فيتم مثلا إعادة انتاج النظام السابق بشخوص جديدة
فالمستهدف من كل ما يجري في البلاد من استهداف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز وخلق الفوضى في كل مكان في الوطن وتوزيع السلاح بكثافة وخلق صراعات بين القوى والمجموعات المتناقضة فكريا ومذهبيا وحتى في إطار المنطقة الواحدة المستهدف هو إخماد الصوت الوطني القوي الذي ظهر خلال الثورة الشبابية السلمية ووصل إلى مؤتمر الحوار الوطني والمتمثل بـ” الشباب والمرأ

قد يعجبك ايضا