السياحة
نجيب محمد الزبيدي
نجيب محمد الزبيدي –
لم تعد السياحة مجرد سفر وانتقال الأفراد من بلد إلى آخر للمتعة والترفية كما كان بالماضي فالسياحة في عصرنا الحديث تحولت إلى ظاهرة إنسانية وضرورات اجتماعية وإنسانية معا والعديد من دول العالم تعقد على السياحة الكثير من الآمال كون السياحة اليوم صارت تشكل موردا اقتصاديا هاما لدعم التنمية وزياده الدخل القومي وتوسيع القواعد الإنتاجية وخلق آلاف فرص العمل.
لذلك تحرص غالبية بلدان العالم على جعل سياساتها وإجراءاتها لتنمية السياحة وإدارتها تلتزم كليا بمبادئ الاستدامة وصار من أهم واجبات وأولويات الحكومات لدى دول العالم العمل على تحقيق التنمية السياحية المستدامة من خلال إدراج التنمية السياحية المستدامة في خططها التنموية الوطنية وتطوير السياحة وتحويلها إلى محرك كبير لعجلة الاقتصاد والتنمية وجعلها أكثر استدامة.
إن بلادنا الحبيبة اليمن تتوافر فيها عوامل الجذب السياحي الأساسية التي قد لا نجدها في الكثير من دول العالم فهي تتميز بموقعها الجغرافي الهام المطل على البحر الأحمر غربا وبحر العرب والمحيط الهندي جنوبا وشرقا ثم إن المناطق اليمنية تزخر بالمدن والمعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمنشآت المعمارية التاريخية التي تمثل العصور والحقب الزمنية المختلفة.
واليمن عرفت منذ القدم بأنها بلد مضياف يستقبل أهله السائحين بحفاوة كبيرة وبكل حب وترحيب وتقدير لهذا لا يشعر السائحون أثناء تواجدهم باليمن بأنهم غرباء في هذا البلد العريق الذي يتمتع بأفضل وأجمل عناصر الجذب والتشويق السياحي ويستطيعون التنقل إلى جميع الأمكنة بكل سهولة ويسر كما أن لهم حق الاستمتاع وممارسة جميع الأنشطة والأنماط السياحية في اليمن طوال العام أكان بالمحميات البيئية ومناطق العلاج الطبيعي كـ«دمت والسخنة وحمام علي بذمار» والبعض منهم يمارس هواية التسلق على الجبال وآخرون يحبون الكثبان الرملية والشواطئ الجميلة النظيفة.
والمطلوب من الدولة أن تدرك بأن الاهتمام بالسياحة وتطويرها سيؤهلها لتصبح أهم صناعة تصديرية في اليمن وأقوى العوامل الرئيسية لدفع عجلة التنمية وأهم مصادر الدخل الأجنبي والاهتمام كذلك بزيادة تخصيص الموارد اللازمة لتطوير المناطق السياحية والأرياف التي تتمتع بمزايا طبيعية ومناخية مثل المحميات الطبيعية والشواطئ وغيرها.