اليمن تاريخيا دولة واحدة… وبقاؤه موحدا خير من تشطيره
حاوره فايز محيي الدين البخاري

حاوره/ فايز محيي الدين البخاري –
33 عاما مöن عمر دولة الوحدة كانتú مليئة بالسلبي والإيجابي بالمحزن والمفرöح لكنها إجمالا شكلت علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر وكان لها وقع وصدى على دول الإقليم مثلما هي على دول العالم التي نراها اليوم تقف مع وحدة اليمن وتحرص على بقائها واستمرارها.
ولأن الظرف الذي يمر به الوطن استثنائي فقد كان لابد لحوارنا هذا مع المهندس حسين محمد الوالي وكيل وزارة الاشغال لقطاع الاسكان أنú يكون استثنائيا نسلöط مöن خلاله الضوء على نقاط عديدة لم تكن لتناقش لولا هذا التغيير الذي فتح الباب على مصراعيه لنقاشات أكثر جرأة وأكثر مصداقية.. فإلى الحوار:
> بعد مرور 23عاما على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية برأيك أين أخفقتú وأين نجحتú خاصة في ظل وجود شريحة اليوم ترفع صوتها بأنها غير راضية عن الوحدة¿
– أنا مستغرöب أولا مöن وجود شريحة غير راضية عن الوحدة لأن الوحدة ينبغي أنú نتفق عليها كلنا فالحقائق التاريخية تقول إن اليمن واحد على مرö العصور. التاريخ لم يشöرú إلى أن اليمن كان فيه شرق أو غرب أو شمال أو جنوب. اليمن كانت دولة واحدة يحدث فيها أحيانا توسع وأحيانا انكماش انكمشتú الدولة المركزية أحيانا في حدود معينة ثم توسعتú إلى أنú وصلتú إلى ظفار شرقا والطائف شمالا. فاليمن تاريخيا دولة واحدة ولم أسمع إطلاقا أية مقولة تاريخية تشير إلى وجود جنوب عربي.
الجنوب العربي سمعنا به في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات كطرح من أطروحات بريطانيا لضم المحميات الشرقية والغربية إلى دولة تشرف عليها ومن خلالها تضمن حماية عدن كمستعمرة من هجمات الداخل اليمني. إلى جانب أنها تسمية كان المقصود منها تجريد تلك المناطق من هويتها اليمنية التي وللأسف يقوم الآن بعض إخوتنا اليمنيين بترديد تلك الاسطوانة الاستعمارية غير مدركين لخطورة ما ستؤول إليه الأوضاع جراء تفاقم هذه الدعوة التي تقوم على أساس عدائي بين أبناء الوطن الواحد وقد سقط هذا المشروع حتى قبل جلاء بريطانيا عن جنوب الوطن.
التدرج في الوحدة
> وماذا نسمöي ما حدث في الــ22 من مايو عام 1990م¿ وهل كانت خطوة موفقة ودقيقة¿
– ما تحقق في 22 مايو عام 1990م هو فقط إعادة توحيد اليمن وكان هناك أناس راضون وأناس غير راضين وذلك لأنه ترتب على قيام الوحدة بعض المشاكل بسبب أن صانعي القرار لم يدرسوا الموضوع دراسة كافية. ولو دققنا النظر في تجربة الوحدة الألمانية التي تزامنت مع الوحدة اليمنية لوجدنا التجربة الألمانية أفضل حيث راعى صناع القرار في الشطرين الشرقي والغربي الإنسان الألماني في ألمانيا الشرقية حيث كان يخضع لنظام اشتراكي مثلما هو عندنا في الجنوب وفي ظل هذا النظام يتوفر للمواطن كل ما يحتاجه من مأكل ومشرب ودواء وسكن.
وكان الإنسان في ألمانيا الشرقية بأفق ورؤية وتربية محددة بينما في ألمانيا الغربية كما هو عندنا في شمال الوطن مجتمع رأسمالي قائم على المنافسة.
في المجتمع الاشتراكي كان هناك محدودية في الامكانات الاقتصادية للناس بينما في المجتمع الرأسمالي كل شيء مفتوح ومتوافر ويوجد به من يملك كل شيء ومن لا يملك شيئا. بينما في المجتمع الاشتراكي كانت المستويات تكاد تكون متقاربة. وهذا ما راعاه الألمان وأغفله ساستنا صناع الوحدة! الألمان راعوا كل شيء حتى على مستوى الادخارات الشخصية. فمثلا فلان من الناس عنده 2000مارك شرقيكان يتم تعويضه بـ2000 مارك غربي لأن المارك الشرقي كانت قيمته أقل بكثير من المارك الغربي. وبهذا ضمنوا عدم وجود فجوة هائلة بين المواطن الشرقي والمواطن الغربي وانصهر الألمان في بوتقة واحدة كما كانوا قبل الانفصال. ولا نكاد اليوم نسمع أية مشكلة بين الألمان.
فجوة اقتصادية
> وما الذي حصل لدينا في هذا الجانب
– نحن عندنا خسر الناس فلوسهم وهي داخل الشنطة بسبب عدم مراعاة ما أسلفنا ذكره فقد كان الدولار عند قيام الوحدة 2.12 ريال وتصاعد فجأة ليصل خلال بضعة سنوات إلى أرقام خيالية دفع الدولة آنذاك أنú توقف تسعيرة الدولار عند 84 ريالا. ليواصل فيما بعد الصعود حتى الـ215 ريالا التي هو عليها اليوم. هذا الشيء أحدث فجوة اقتصادية لم يتنبه لها صانعو القرار وأوجدتú أناسا متضررين. هذا مثال واحد من غير المصانع والمؤسسات والشركات التي كانت في الجنوب وتعرضتú للتصفية دون استثناء الناجح وغير الناجح! وكانت هناك مصانع ناجحة 100% مثل مصنع البسكويت ومصنع الطلاء الذي كان رائدا في مجاله والجريمة أن هذا المصنع تم تدميره بعد انتهاء حرب صيف 94م بثلاثة أيا