ثلاجة الكهرباء
سعيد شجاع الدين
سعيد شجاع الدين –
نقول إن نسبة التلوث آخذة بالتزايد.. يخرج المواطن من منزله وهو لا يعلم حجم التلوث الذي سيلقاه في طريقه.. بالأمس وفيما أنا خارج من فرزة الباصات التقيت صديقا كان يجلس في الرصيف وهو يسعل بشدة. سألته: مالكú هل أصابك مكروه¿ مع أنني أعرف أنه يسعل منذ مدة كبيرة إذ إنه مصاب بالتحسس بحسب ما أخبرني وعليه أن يعمل جاهدا لتجنب كل المثيرات بل إنه لجأ إلى الصرامة في تعامله مع أفراد أسرته وأخير الكل في البيت على شرب الماء المعتدل بعد أن كانت الثلاجة التي اشتراها بالتقسيط من مرتبه لا تستخدم إلا لتبريد الماء الذي جلب له المشاكل ولأولاده الصغار تحديدا لأنهم اعتادوا على شرب الماء المثلج أسوة بأمهم التي تحب الماء البارد حتى في عز الشتاء تجدها تلعن أصحاب الكهرباء ومن قطع الكهرباء وتدعو عليهم بالهلاك.
هكذا تحدث معي صديقي الذي يلوم نفسه لشرائه ثلاجة الهلاك ـ كما يسميها ـ لولا أن انقطاع الكهرباء أراحه هو والكثير من الناس ممن يعانون من مشاكل التنفس وغيرها أما عن توفير مستلزمات البيت فأجد صديقي دائما يلوم نفسه لأنه يأتي بأشياء غير ضرورية »كماليات« تكلفه مبالغ طائلة كما هو حال الثلاجة إذ يرى أن زوجته السبب. بل إنه يضحك كلما تعافي من ألمه وعاد إليه نفسه يقول: الثلاجة لا يدخلها شيء تظل فارغة وجميع ما نضعه فيها أشياء ليست بحاجة إلى مكان بارد فهي للاستهلاك اليومي وأكثرها من الخضر وهو يرى أن السوق أحسن مكان لها خاصة وأنه يأخذ صرفة كل يوم بيومه..