موقع عدن داخل النشاط الوطني التاريخي
محمد صالح الحاضري

محمد صالح الحاضري –
إن مفهوم النشاط الوطني التاريخي تضمنته الذات اليمنية المغتربة داخل الواقع التاريخي في محاولتها التطور نحو إنهاء اغترابها عن ذاتها عبر نشاط موضوعي يعيدها إلى ذاتها ويحققها ماديا «لاحظ شعار الوطنيين اليمنيين بعد ثلاثينيات القرن العشرين العودة إلى الذات اليمنية – المرفوع على أساس يمتد إلى الجذور التاريخية للحركة الوطنية اليمنية».
فمفهوم الجذور الوطنية التاريخية كل نشاط وطني منذ آلاف السنين حاول تحقيق الذات اليمنية في الواقع كفعل ينطبق على النشاط الوطني التاريخي الهادف إلى توحيد اليمن وتنميتها وإقامة دولتها الوطنية فتندرج كل محاولات القادة الوطنيين التاريخيين المعينين والسبئيين والحميريين في خانة النشاط الوطني التاريخي لإنهاء اغتراب الوعي اليمني عن ذاته اليمنية والعودة إليها وتحقيقها ماديا في الواقع الموضوعي.
لقد كانت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر آخر محاولة على طريق انهاء الاغتراب الوطني فنلاحظ خطابها تنعكس فيه أشواق الاغتراب عن الذات اليمنية والحنين إليها – في كل الأشعار والألحان والأفكار توجد معين وسبأ وحمير ومارب وعدن وحضرموت وظفار وذو يزن والتبع فقد انتجت الحركة الوطنية خطابا يتضمن أشواق الشعب اليمني إلى ذاته ومعاناته داخل ظروف اغترابه عنها داخل الواقع التاريخي الاغترابي «يمكن العودة بشكل خاص إلى الأغاني الوطنية لأيوب طارش – كلمات عبدالله عبدالوهاب نعمان» كونها تحتوي بشكل خاص على فلسفة الاغتراب اليمني عن الذات اليمنية وكذلك اغنيات علي الآنسي التي من كلمات مطهر الإرياني.
عدن الحميرية
> إن جهة الجنوب كانت تسمى في العصر الحميري عدن والشمال شام فيقال عدن عند الإشارة جنوبا ويقال شام عند الاشارة شمالا وظلت هذه التسمية موجودة في اللهجة اليمنية التقليدية إلى ما بعد العصر الإسلامي مع تغيير حدث على اسم جهة الشمال بأن أصبح قبلي نسبة إلى جهة القبلة.
إن اسم الجهة عدن أو عدني يشار به إلى ما يلي الشخص أو الشيء جنوبا حتى لو هو في أقصى شمال الشمال على مسافة أكثر من ألف كيلو متر من عدن وليس أن عدن هو اسم لما يتعلق بعدن من المساحة الجغرافية المعروفة بأقصى الجنوب فحسب وهذه التسمية لكل ما يلي أقصى شمال الشمال جنوبا إلى عدن هي تسمية جغرا فيه اصطلاحية وطنية دالة على مركزية عدن داخل النشاط التاريخي للوطنية الوطنية تندرج في خانة الخصوصية الاصطلاحية الوطنية اليمنية الحميرية بداية من لقب «التبع» الملك كلقب يمني شبيه في خصوصيته الاصطلاحية اليمنية خصوصية لقب كسرى ملك فارس وقيصر ملك روما وفرعون ملك مصر والامبراطور ملك الصين.. كذلك عدن كجهة هي ثقافة مجتمعية بالنسبة لمنفى أقصى الشمال متعلقة بعدن كمدينة باعتبار اسمها كجهة هو اشارة إلى الاتجاة الجغرافي الذي هي فيه كأكبر اسم علم له كل هذه المرجعية الجغرافية اليمنية على مستوى مفهوم جهة الجنوب داخل الجغرافيا الوطنية التاريخية.
عدينة يوسف ذونواس
> تتعادل المسافة بين عدينة وعدن وبين عدينة والمخا في مثلث جغرافي يحيطه البحر من ثلاث جهات الجنوب والغرب وجنوب غرب منطقة إلتقاء البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي علاوة على مفهوم مضيق باب المندب كقناة ربط لقارتي آسيا وأفريقيا كانت طريق انتقال الموجات البشرية بين غرب آسيا وشرق أفريقيا بالشكل الذي تكونت على أساسه مملكة سبأ في نهاية التطور التاريخي للهجرات السامية من اليمن.
لقد خاض الملك يوسف ذنواس عند باب المندب معركة التصدي للقوات الحبشية الغازية لليمن وهو كان ذاهب إلى هناك بقواته بعدما علم باستعدادات روما والحبشة لغزو اليمن واتضح له حجم نجاح الاختراق الحبشي في اللعب بعقول بعض اليمنيين باسم الدين النصراني وأصبحت لهم قوات عسكرية فجاءت جيوش ذونواس من الخلف على شكل تنسيق مع الغزاه تم في إطار خطة الغزو وإذا بالقوات اليمنية وسط حرب دينية من جهة البحر وجهة البر لا مكان فيها لمفهوم الوطن عند المنتصرين وتلك كانت خطورة مفهوم الأمة الدينية في لعبه بعقول الدهماء والرعاع بعد تحويلهم إلى أشخاص مهووسين دينيا وليسوا في حقيقة موقفهم إلا عملاء مغرر بهم كانوا أداة اختراق لجسم أمتهم الوطنية وتدميرها واحتلال أرضها وانتهاك أرواح وممتلكات شعبها.
ذويزن يعود عن طريق عدن
> من الواضح أن سيف بن ذي يزن اتجه من عدن إلى صنعاء عبر الطريق القديم الذي يمر من عدينة (نواة مدينة تعز) ثم ينعطف شمالا باتجاه شرعب وشمير إلى أطراف السهل الساحلي الغربي من جهة الجبل ويسير بمحاذاة الجبال الغربية عشرات الكيلو مترات قبل أن ينعطف يمينا إلى مداخل أقل وعورة بين الجبال يصل بها إلى قاع جهران ومنها إلى صنعاء فالطريق من غرب عدينة أبعد مسافة مترية لكن طريق النقيل الأقل منها مسافة مترية شاقة وضيقة الممرات فتكون مسافتها بالحساب الزمني وبحساب الجهد