جامعـــــة صنعـــــاء.. أغلال الحزبية تجرها إلى الخلف!!
تحقيق هشام المحيا

تحقيق/ هشام المحيا –
تقف الجامعات اليوم أمام مفترق طرق بعد تسييس وظيفة الجامعات وإقحامها عنوة في تجاذبات التطاحن الحزبي الذي يصرف الجامعة عن وظائفها الأساسية ولهذا الاجترار للأيديولوجيات الحزبية على حساب الهوية الجامعية لكل اليمنيين داخل أهم صرح علمي ثقافي هو الجامعة تغدو أمام حالة من التدمير الممنهج لرسالة الجامعة وفي هذا التحقيق نناقش حجم المشكلة وأبعادها وآثارها على العملية التعليمية في الجامعات والحلول الممكنة لتجاوز هذا الوضع السيئ.
المشكلة أن البعض يرى في الحزبية جسورا وممرات للوصول إلى غايات شخصية لا تسمن ولا تغني من جوع فقد أصبحت جامعة صنعاء مثلا معملا لتجارب التجاذب الحزبي والضحية في الأول والأخير هو الطالب وحده الأكاديميون بدورهم انشغلوا بالمكايدات الحزبية والسياسية والطلبة فقدوا الثقة بأساتذتهم فصاروا يحاصرونهم في مكاتبهم كالمتهمين على غرار ما حصل في كليتي الهندسة والتجارة ومؤخرا وصل الحال ببعض الطلبة إلى محاصرة مجلس الجامعة وفيه رئيس الجامعة وعمداء الكليات في إشارة إلى مستوى الحال الذي وصل إليه الجامعة وكان هذا الحصار نتيجة التعنت الذي وجدوه من عميدهم فقد رفض كل مطالبهم كما أن الحرس الجامعي فتحوا النار عليهم ما يعني أن بعض أساتذة الجامعة باتوا يعملون ضمن أجندة سياسية لا تعي معنى الوطنية.
والحال يذكرنا بالمقولة »عندما يقع الثور على الأرض تكثر السكاكين« هذا ما ينطبق على جامعة صنعاء حيث كثرت فيها المطالب المشروعة وغير المشروعة وصار الوضع فيها لا يسر صديقا ولا عدوا والأمر برمته ليس جديدا بل هو قديم قدم التجربة الحزبية في اليمن التي نشأت مطلع التسعينات من القرن الماضي واليوم تتجدد المأساة فكلية الهندسة بدأت مشروع الاحتجاجات في الجامعة قدموا مطالبهم إلى عميد الكلية والمتمثلة في مطلب تأخير الاختبارات وترفيع الطلاب الذين رسبوا في أربع مواد يكون في إحداها مقدار ما حصل عليه الطالب 40 درجة إلا أن عميد الكلية رفض الأمر حد وصفهم وحصل ما يسمى بأزمة ثقة بين الطلبة والعميد فطلب الأخير خمسة من الطلبة للتفاوض معهم إلا أن النية كانت غير ذلك فقام باحتجازهم وتأزم الوضع أكثر.
تظاهر الطلبة أمام مكتب عمادة الهندسة وحاولوا اقتحام المكتب إلا أن حرس الجامعة أطلقوا النار في الهواء لتفريق الطلبة وبعد رفع القضية إلى رئاسة الجامعة تم تنفيذ مطالب المحتجين ليأتي الرد سريعا من العميد بالرفض بعدها رفع الطلبة سقف المطالب ونادى بعضهم برحيل العميد وقاموا بمحاصرة مجلس إدارة الجامعة أثناء الاجتماع حتى ساعات متأخرة من يوم الاجتماع وتم استدعاء الأمن ليقرر المجلس تعليق الدراسة في الجامعة وهنا انقسم اساتذة الجامعة بين مطالب بكرامة الدكاترة وبين مؤيد لمطالب المحتجين.. هذا المشهد تكرر أمام رئيس الوزراء في اجتماع له بمجلس الجامعة لاحتواء الأزمة وتم الخروج من الاجتماع دون حلول تذكر.
طلاب كلية الهندسة لم يكونوا وحدهم فقد سار على نهجهم طلاب كلية التجارة حيث أخذوا سلسلة حديدية لإغلاق مكتب عميد الكلية تعبيرا عن احتجاجهم على عدم تلبية مطالبهم والتي لا تختلف عن مطالب طلاب الهندسة إلا أن العميد تنبه للفأس قبل وقوعه في الرأس وتفاوض مع الطلبة وحلت المشكلة لم يتوقف سيناريو الاحتجاجات في الجامعة فالمتعاقدون أصحاب القضية العادلة كما يقولون نصبوا خيامهم أمام رئاسة الجامعة ودخل اعتصامهم اسبوعه الثالث وما زالت الحلول في أدراج المكاتب حد وصفه
