مثقفو اليمن وصياغة المستقبل المشرق
استطلاع محمد العقود

استطلاع/ محمد العقود –
* للوطن تعزف قلوبهم أحلى نشيد ..ويشعلون عشقهم قناديل محبة واعتزاز وانتماء ولغده المأمول يرسمون ويصيغون ملامح ورؤى شروقه المدهش وإطلالته الجديدة والمتجددة النابضة بمجده وطموحاته وانطلاقته نحو حياة مستقرة وآمنة ومزدهرة وحافلة بالمنجزات الحضارية.
كيف لا وهم دوما طليعة التنوير وحملة مشاعله ورواده وهم دوما من يقودون مسيرة التحولات والتغييرات الحضارية في كل المراحل والأزمنة..
أتحدث عن المثقفين والأدباء اليمنيين ضمير الوطن ونبضه المضيء وعشاقه الأوفياء.
وبمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الثالث والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية الخالدة والذي يأتي في وقتö تعيش فيه بلادنا مرحلة هامة من مراحلها التاريخية كان لنا الاستطلاع التالي مع مجموعة منهم حول رؤية المثقفين والأدباء لمستقبل اليمن .. واليمن الجديد ..¿ وكيف يسهمون في صياغة الغد المشرق للوطن والمحافظة على وحدته ومكتسباته..¿
السطور التالية تحمل رؤاهم وتصوراتهم :
المستقبل المشرق
• الشاعر الدكتور/محمد جميح:
– مستقبل اليمن الجديد مشرق بإذن الله تعالى رغم محاولات بعض القوى الإقليمية اللعب في الساحة اليمنيون غالبا ما يرجعون عندما يصلون إلى حافة الهاوية حافة الحريق يرجعون عندما تشتعل أحلامهم من جديد وتذكرهم بتراثهم الديني والثقافي المكتنز بالحكمة والتصرف السليم. ينظر المراقب إلى المشهد اليمني بدهشة لا تتناهى: السلاح مركوم بكميات كثيفة في هذا المشهد الرجال المحزمون به يغطون وجه الصورة يتوقع المراقب انفجار المشهد في أية لحظة ثم يقوم المخرج اليمني الماهر بفرض نوع من خيبة التوقع على حد تعبير الدكتور كمال أبو ديب على المراقبين ويخرج من المشهد المكفهر مبتسما وقد وضع سلاحه جانبا وانحنى على رأس أخيه يقبله هذه طبيعة هؤلاء البسطاء الكرماء الذين يهبون في كل موقف مشرف لنجدة أو كرم أو إصلاح.
والمثقف في أصل تكوينه يجب أن يمارس دورا طليعيا بحكم التزامه الأدبي والفكري كان المثقفون هم طلائع الثورات في كل مكان وزمان غير أنهم غابوا أو غاب بعضهم في بداية المشهد عن “ثورات الربيع العربي” ثم ما لبثوا أن اندفعوا يتموضعون حيث تتموضع أحلام القصائد وخيالات اللغات الحالمة. دورهم دور تنويري ريادي إصلاحي دورهم يكون بالإنحياز التام للشعب بكل فئاته المختلفة وأن يكونوا صوت الأمة ومرآتها التي تعكس مصادر النور وتجليها وتشرح مواضع العتمة لإدخال شيء من الضوء عليها.
صياغة الغد المشرق
• الأديب عبد الله علي النويرة :
– يعتبر المثقفون والأدباء هم الطليعة المتجددة في الوطن وقد يكونون أكثر تفاؤلا من غيرهم لطبيعة التكوين الثقافي والمعرفي الذي يشكل قناعاتهم وهذا لا يمنع أن يكون لديهم تخوفاتهم وقراءتهم للمستقبل الذي قد يراه البعض غامضا ولكن لو تمعنا في واقعنا وماضينا لاستطعنا استشراف المستقبل الذي نعيش مخاضاته حاليا وهو دون أدنى شك سيكون مستقبلا أفضل لإيماننا بأن الشعب اليمني شعب خلاق ومتجدد وهذا التجدد ليس منسلخا عن الماضي وليس بعيدا عن الحاضر بل هو امتداد لهما وتطوير لأدواتهما وهذا الأمر ليس بخاف على أحد ..أنا هنا أعترض على كلمة اليمن الجديد فالجديد يكون شيئا قائما بحد ذاته ومنسلخا عن الأقدم وهذا غير وارد بالنسبة لليمن وهو سيكون جديدا مجازا للدلالة على المتغير الذي سوف تتمخض عنه الأيام القادمة وإلا فإن كل يوم هو جديد عن ما قبله وإن كان امتدادا له.
المستقبل سيكون أفضل حالا لو أننا اتبعنا الأسس التي تضمن القبول بالآخر أيا كان هذا الآخر وسيكون أفضل لو أننا تقبلنا آراء الآخرين برحابة صدر وحاولنا إيجاد قواسم مشتركة فيما بيننا واعتبرنا أن التنوع هو دليل على الحياة المتجددة وليس دليلا على الاختلاف بل علينا أن نعتبر الاختلاف هو الأصل بحسب الطبيعة البشرية التي أوجدت التنوع في كل شيء القبول بالآخر هو مفتاحنا إلى مستقبل مستقر وآمن وبدون ذلك فإننا سوف نكون كمن يحرث في بحر.
يسهم المثقفون في صياغة الغد المشرق والمحافظة على وحدته ومكاسبه من خلال استمرارهم في رفع راية الوطن عالية في أعمالهم التي تتغلغل في أعماق الإنسان وتوجهه إلى التفاعل الخلاق مع كل ما من شأنه أن يعمق الوحدة الوطنية في وجدان المواطن في جميع أرجائه وعلينا أن لا ننسى أن الأدباء واتحادهم هو أول من ثبت الوحدة ونفذها بطريقة عملية من خلال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فهو الكيان الوحيد الذي ولد وحدويا ولم يقبل بالتشطير كواقع كان موجودا على الأرض بل راهن على الوحدة وعمل على هذا الأساس فكان النواة الحقيقية للوحدة وعلى الأدباء والمثقفين أن يخرجوا من قمقمهم الذي أدخلوا أنفسهم فيه وأن يستعيدوا دورهم الذي كان رياديا وي