رسالة إلى كل ذي عقل
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
كنت استمع إلى الولد الصغير وهو يخاطب أخته يقول لها : أنا سأقنعك وقد حصلت على أدلة, كانت هي صائمة تقضي عن أيام لم تصمها في رمضان الماضي …..تدخلت قائلا : لا انأ اقبل أن تنصح وتناقش في كل شيء إلا الأمور الدينية لا تنصح أحدا إذا لم تكن مستوعبا ومتبحرا وتدرك ما تقول كان هو يحاول إن يري أخته قدرته على اقناعها بما يراه صحيحا وسمعت كلامه فإذا به خطأ فادح لكنه سمع من احدهم فجاء ليستعرض قدرته على من لا تدري ,ولا زالت تحبوا!.
ماذا يراد بنا – بضم الياء -¿ وماذا يراد لنا ¿ ونحن هل ندري ما نريد ¿ أخشى القول أننا نسير كالعميان لا ندري في أي هاوية سنقع بل أننا من يصنع الهاوية! كيف¿ كثيرون – وادخلوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي – أضحت تعابيرهم مذهبية طائفيه هذا ينابز ذاك ويتمترس خلف فتوى لعلان وذاك يرد عليه بفجاجة ويتمترس خلف قناعة يراها صحيحة في مواجهة المتمترس الأول وهناك طرف يراقب فإذا هدأت هنا سخن – بتشديد الخاء- هناك!, وإذا رأى أن النار التي حاول أحدهم إشعالها هنا وأخمدها العقلاء عمل على إضرامها هناك مثل ذاك الذي جعلني اضع يدي على قلبي خوفا وفجيعة, فقد قرأت في احد المواقع أن يحيى الحوثي اصدر ( فتوى ) بخروج الإصلاح من دين الإسلام بحثت في المواقع الأخرى فلم أجد ما يشير إلى ذلك عدت إلى ديوان الفيسبوك فلم أجد .. ففهمت!.
في مؤتمر الحوار حيث الوقفات الاحتجاجية التي ليست من صميم مهمة المؤتمر مستمرة تسمع عن بعد لغة مذهبية وطائفيه مقيتة, وفي الشارع والبيت أصبحنا نردد أن فلانا من السنة والآخر من الشيعة, وانظر فبعد أكثر من خمسين عاما إلى أين نعود! وانظر ما يدور في المنطقة كلها من لعب مذهبي والمصيبة أن الكل مجمع على أن هناك من يريد للمنطقة أن تنخرط في صراع مذهبي وأن (وصول السنة إلى الحكم عبر الأحزاب الإسلامية) الغرض منه ( مواجهة الشيعة) ومع ذلك ترى أن الجميع ذاهبون إليها مخدرين!, اقرأ في كتاب تنيت (في قلب العاصفة) وأرى كيف دفعت المنطقة والعقول إلى الذهاب لغزو العراق وتحت مبرر أن صدام لديه أسلحة دمار شامل بينما مدير الـ cia ظل إلى أن خرج للتقاعد غير مقتنع بالمبرر! لكن المحافظين الجدد كانوا قد عقدوا النية من العام 1998م حين صدر قانون تحرير العراق على الغزو والمنطقة انتحرت بعدهم راضية!, الرسالة التي أوجهها إلى كل ذي عقل هنا : الحذر الحذر مما يخطط لنا وما يندفع إليه بعضنا بإدراك أو بوحي من تعصب مقيت وليقف الجميع في وجه أصحاب الفتاوى المضللة من كل الاتجاهات, وكل من لا عقل له واللهم إني بقدرتي المتواضعة بلغت .. فاشهد أن أي فتنة مذهبية ستأكل الأخضر واليابس.