متفائل بأن يلتقي جميع المتحاورين عند كلمة سواء رغم خلافاتهم
حوار وديع العبسي
حوار/ وديع العبسي –
إقناع الرافضين للحوار يتطلب مزيدا من القرارات الشجاعة لمعالجة القضية الجنوبية
في وقفة حوارية سريعة معه عبر الإعلامي أحمد صالح ربيعة عن تفاؤله بما يسير عليه مؤتمر الحوار والنقاشات الدائرة بما يرافقها من اختلاف.
وأشار إلى أن هناك ما يمكن اعتباره مؤشرات على نتائج إيجابية سيخرج بها المؤتمر.
مراقبا وإعلاميا إذاعيا يتواجد أحمد ربيعة في مؤتمر الحوار .. كانت لي معه هذه الوقفة.
* بنظرة المراقب كيف تقيم مؤتمر الحوار¿
– في البداية كان الكل يتوجس الخيفة ولا يدري إلى أين سيسير هذا المؤتمر وكان هناك لفتات فيها الكثير من الحذر من قبل المشاركين باعتبارهم جاءوا ممثلين عن مكونات سياسية مختلفة ومنظمات مجتمع مدني.. إنما لاحظنا مع مرور الأيام نحن كمراقبين وإعلاميين بدء التقارب بين المتخاصمين شيئا فشيئا فإذا بهم يتصافحون ثم يحتضنون بعض وهذا مؤشر جميل جدا يدل على انه سيكون هناك توافق وأن الجميع إن شاء الله سيلتقون على كلمة سواء.. صحيح أن هناك تباينات في الرأي وهناك خلافات في بعض الأمور في مختلف القضايا أو الملفات التي تتضمنها القضايا التسع التي يتم الآن مناقشتها في أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكن إحساسي كبير جدا بأنهم سوف يلتقون عند نقطة واحدة صاحب السقف العالي سينزل درجة أو درجتين وصاحب السقف المنخفض سيرتفع أيضا درجة أو درجتين إلى أن يلتقي الجميع حرصا منهم على الوصول إلى بر الأمان وبناء الدولة المدنية الحديثة.. وهناك مطالب ملحة وأنا على يقين أن الجميع يؤمنون بان هذه المطالب لابد أن تأخذ الاستجابة طريقها إليها ونتفاءل خيرا بهذا المؤتمر رغم الخلافات.
* إذن هو التفاؤل¿
– المشكلة في الحوار كانت التباينات لكنها بدأت تذوب شيئا فشيئا ومعنى هذا انه مع مرور كم شهر عندما نقترب من نهاية المؤتمر سيكون هناك كلمة واحدة يجمع عليها المتحاورون حتى إن رأيت اختلافا هنا أو هناك في بعض الأمور.. مع ذلك لابد من إخلاص النوايا.
* إنما لا يزال وضع القضية الجنوبية غير واضح¿
– القضية الجنوبية هي قضية سياسية بامتياز ومهم أن يتفاعل الجميع معها لأن أبناء الجنوب عانوا الامرين.. صحيح أن المعاناة كانت في كثير من المحافظات لكن الجنوب كان دولة وتعرض للاضطهاد في ما بعد خاصة بعد حرب صيف 94م.. انتهكت الحقوق والحريات وسلبت الأراضي وسلبت الكرامة في كثير من المواطن ولذلك أنا أرى أنه لابد أن تكون هناك قرارات شجاعة باتجاه معالجة القضية الجنوبية والوصول إلى الحل الذي يرضي الجميع.
* لكن هناك من سقفه عالي كما يرى البعض¿
– كما قلت أن صاحب السقف العالي سيخفض من هذا العلو.
* البعض يبدي تشددا في موقفه وليس من مؤشر للتراجع¿
– هذا ما يبدو لكن صدقني هناك قيادات جنوبية إذا اقتنعت بأن هناك أمورا تسير في اتجاه إحقاق الحقوق أكان فيدرالية كونفدرالية لا مركزية أي شكل للحل.. أعتقد أنه مع الأيام ستجد هذه القيادات وقد انضمت إلى مؤتمر الحوار ومن هم في خارج الوطن عندما يجدون شيئا يستحق الجلوس ويستحق المزيد من طرح الآراء التي في الأخير ستؤدي إلى المعالجة الصائبة والجادة ومعالجة القضية الجنوبية كما ينبغي فإنها ستشارك.
* وهل ما يدور الآن لا يشجع¿
– لا أدري ما الذي ستكشف عنه الأيام إنما كان يتردد عن تحركات بما فيها لجمال بنعمر الذي التقى بقيادات جنوبية في الخارج.. وأمور تدور ربما تؤدي في الأخير إلى الكلمة التي يجمع عليها الكل إلى تبدل في المواقف إلى ما فيه الصالح للجميع.. ليعمل الجميع على معالجة كل القضايا بما في ذلك الملفات المدرجة ضمن القضية الجنوبية.. وأؤكد هنا على أهمية تنفيذ النقاط العشرين وهي مسألة يتفق عليها الجميع.. ويحدونا أمل بأن القضية ستحل بتكاتف الجميع والدعم المستمر من المجتمع الدولي إن شاء الله.