يعني الإنسان.. يعني الشاعر

عبد الرحمن عبد الخالق

 - بين الفينة والأخرى أجد طائر الشوق يشدني إليه إلى محمد عبد الباري الفتيح الإنسان الذي أحب فنلتقي على طرفي حديث. أقول له: كيف أنت أستاذنا محمد¿.. أنا عبد الرحمن... فيجلجل صوته: أنا فدى أبوك.. يا أخي كم أنت عظيم!. هي تحية الفتيح مع الآخر وبوابة حديثه يقولها لك كأنه يخصك بها فتجد نفسك تكبر معه وتكون أكثر قربا من روحه الشفافة.
عبد الرحمن عبد الخالق –
بين الفينة والأخرى أجد طائر الشوق يشدني إليه إلى محمد عبد الباري الفتيح الإنسان الذي أحب فنلتقي على طرفي حديث. أقول له: كيف أنت أستاذنا محمد¿.. أنا عبد الرحمن… فيجلجل صوته: أنا فدى أبوك.. يا أخي كم أنت عظيم!. هي تحية الفتيح مع الآخر وبوابة حديثه يقولها لك كأنه يخصك بها فتجد نفسك تكبر معه وتكون أكثر قربا من روحه الشفافة.
في زيارتي الأخيرة لتعز في أواخر أبريل حرصت على الاتصال به مساء. صوت ودود مشحون بالدفء يخفي شيئا من الإنهاك هو الذي أجابني ذاك صوت الفتيح الذى لا يخطأ. قال لي: أنا مريض ولا أستطيع أن آتي إلى الفندق فقلت له أنا من سيأتي إليك أستاذي.. وكان أن ألتقينا اليوم الثاني لدقائق في معرض الكتاب حاول خلالها أن يقفز على جدار مرض أنهكه لكن وجهه المتعب كان خانه هو من يكره الخيانة والزيف.
سألته: كيف الأستاذ الفتيح¿.. هز رأسه قائلا: الحمد لله.. ونظر في اتجاه الأفق وكأني به يردد مقطعا من قصيدة قالها ذات معاناة:
(أيها الشاكي لمن تشتكي جور الزمن¿
ما رأيت من غير ثمن
حد قد نال المنى
لا تفكر بالرحيل..).
ومحمد عبد الباري الفتيح لم يفكر يوما بالرحيل إلا الإنسان وإلى المقاصد النبيلة. الفتيح لم يعرف القنوط… ولا الهزيمة وكيف لشاعر اختار طريق الانتصار لقضايا الناس الغلابى ولعشق أرض وعدته يوما أن تينع أن يتلفع بالقنوط وأن تتلبسه الهزيمة.. أما اليأس عنده فحالة تخلق وإبداع ثورة ضد الظلم والقهر.. يقول أبو مطر:
(قال المتيم بأرضه
ما يجبر الكسر جابر
غير ثورة اليأس في الناس
لما تموج في الشوارع
غضب وطوفان زوابع….).
الفتيح حالة إنسانية وشعرية غاية في العلو والسمو والعمق..
كم أنت إنسان..
كم أنت شاعر..
كم أنت جميل يا محمدنا الذي غادرتنا دون استئذان!.

قد يعجبك ايضا