شفافية الرئيس ومسؤولية النخب

كتبالمحرر السياسي

 - استدعت الأجواء السياسية الملبدة بالغيوم أن يحرص الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي التأكيد مجددا على جملة من مواقف المصارحة و المكاشفة ولما فيه اضطراد مسارات التسوية و ذلك خلال التقائه رئيسي و أعضاء مجلسي النواب والوزراء
كتب/المحرر السياسي –
استدعت الأجواء السياسية الملبدة بالغيوم أن يحرص الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي التأكيد مجددا على جملة من مواقف المصارحة و المكاشفة ولما فيه اضطراد مسارات التسوية و ذلك خلال التقائه رئيسي و أعضاء مجلسي النواب والوزراء وفي طليعة تلك التأكيدات ضرورة تعزيز روح التوافق الوطني والعمل بروح الفريق الواحد للخلاص من أسر تداعيات التباينات القائمة بالحرص على مصالح الوطن العليا وبمعزل عن تلك المآرب الحزبية والأنانية الضيقة التي من شأن استفحالها جر الوطن إلى مربعات الاختلاف والتناحر والاقتتال وتعطيل الجهود الحثيثة لاستكمال إنجاز التسوية السياسية وبالتالي الانحراف بالتجربة اليمنية المتفردة عن مسارها السلمي الحضاري الذي ينظر إليه العالم بإعجاب و تثمين و دعم غير مسبوق .
ولا شك أن هذه التأكيدات الرئاسية إنما تصب في تحفيز الأداء داخل المؤسستين التشريعية والتنفيذية وفي إطار المسؤوليات الضخمة الملقاة على عواتق جميع الفرقاء والقوى الوطنية وهم ينشدون التحرر من تداعيات الأزمة وصياغة عقد اجتماعي جديد يفضي إلى قيام الدولة اليمنية الحديثة وفقا لمنظور الحكم الرشيد وتأصيل قيم العدل والحرية والمساواة التي يتطلع اليها الشعب اليمني .. ولذلك جرى الحديث الرئاسي مطولا عن استحضار التجارب المريرة التي تعيشها بعض شعوب ثورات الربيع العربي التي ارتهنت إلى خيارات الاحتراب وأغلقت نوافذ الحوار الذي كان – ولا يزال – سمة اليمنيين وهم يقدمون أنموذجا حضاريا يحتذى على صعيد تسوية أزماتهم واختلافاتهم .
ومن الطبيعي – كذلك – أن يجري التأكيد مجددا على المرجعيات التي ينبغي أهمية العودة إليها و المتمثلة – أساسا – في مضامين المبادرة الخليجية و تحديدا عند بروز التباينات بين القوى المشاركة في التسوية فضلا عن المرجعية التي يمثلها الرئيس هادي في إطار منظومة التسوية التاريخية .. وبالتالي فإن الضرورة تقتضي أهمية العودة إلى مرجعية الرئيس هادي باعتباره القائد الذي يتولى إدارة شؤن البلاد والسير بالوطن إلى بر الأمان في ضوء الثقة التي منحه اياها الشعب اليمني بالإضافة إلى ما يحظى به من تأييد المجتمع الدولي بأسره بحيث تكون مرجعية الاخ الرئيس بالإضافة إلى المرجعيات الأخرى هي الفيصل عند ظهور التباين في المواقف إزاء المستجدات و التطورات وتعقيدات المشهد .. مع ما تفرضه تلك الالتزامات من أهمية التحلي بروح المسؤولية الوطنية التي تساهم جديا في استكمال إنجاز المهام المنتصبة أمام الجميع خلال الفترة الانتقالية وصولا إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية مطلع العام 2014م.
إن جسامة هذه المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق القوى السياسية المشاركة في عملية التسوية توجب تخطي الحسابات الضيقة و استحضار قيم الإخلاص والتفاني ونكران الذات وتغليب مصالح الوطن العليا ودعم جهود الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وهو يواصل مساعيه مع كافة القوى الوطنية لإنجاز ما تبقى من مهام الفترة الانتقالية فضلا عن تعزيز روح التوافق على مستوى كافة قنوات ومؤسسات العمل الوطني وإن في طليعة تلك المؤسسات مجلسا النواب والوزراء المطالبان اليوم أكثر من أي وقت مضى ببذل المزيد من الجهد وصدقية النوايا وجدية العمل وتناسي خلافات الماضي بل و المطلوب من الجميع استحضار تحديات الراهن والتغلب عليها بروح تواقة لصياغة المستقبل المنشود الذي يعلق عليه اليمنيون والعالم كبير الأمل وعظيم الرجاء في أن يكون خاتمة الأحزان .. وهي – ولا شك – مسؤوليات إضافية تتطلب قدرا من الشجاعة في تخطي هذه الأزمات والتحديات امتثالا لقوله عز وجل (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) صدق الله العظيم .

قد يعجبك ايضا